أراد الخليفة هارون الرّشيد كعادته ، أن يمتحن فطنة أبي نوّاس ،
فذهب إليه مع طلوع الفجر وطرق الباب ، فتح أبو نواس الباب ،
فقال له الرّشيد :
أردت أن أتصبح بوجهك ﻷرى كيف سيكون يومي ، أفلا تدعوني للدخول؟
فقال ابو نواس :
تفضل يا مولاي ، و نزل الخليفة عن حصانة ،
و تعمد إسقاط عمامته من على رأسه ، وقال :
ويحك يا أبا نواس ، لعمري إن وجهك الأكثر شؤما ،
لقد سقطت عمامتي ، و هذا نذير شؤم بزوال ملكي ،
خذوه إلى القصر لأضرب عنقه .
و في القصر بينما أبو نواس ينتظر حتفه سأله الرشيد :
أتراني ظالمك يا أبا نواس ؟؟
وأنت أشد الناس شؤما ،
فقال أبو نواس :
تصبحت بوجهي فسقطت عمامتك عن رأسك ،
أما أنا فتصبحت بوجهك فسيسقط رأسي كلّه ،
من منّا أكثر شؤما إذاً ؟!
فضحك الرّشيد ، وعفا عنه
.