الأيجاز في القرآن الكريم

الإيجاز: هو وضع المعاني الكثيرة في ألفاظ أقل منها، تفي بالغرض.
أي مع الإبانة والإفصاح، كقوله تعالى(: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، فهذه الآية القصيرة جمعت مكارم الأخلاق بأسرها.

وكقوله تعالى:( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)، وكقوله عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات)

وينقسم الإيجاز إلى قسمين: إيجاز قصر ، وإيجاز حذف.

ﻓ⚘ (إيجاز القصر) (ويُسمى إيجاز البلاغة) يكون بتضمين المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة من غير حذف، كقوله تعالى:( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)

فإن معناه كثير، ولفظه يسير؛ إذ أن الإنسان إذا علم أنه متى قَتَلَ قُتِلَ امتنع عن القتل، ،وفي ذلك حياته، وحياة غيره؛ لأن قتل القاتل يمنع القتل، وبذلك تطول الأعمار، وتكثر الذرية، ويقبل كل واحد على ما يعود عليه بالنفع، ويتم النظام، ويكثر العمران.
فالقصاص: هو سبب ابتعاد الناس عن القتل، فهو الحافظ للحياة.
و مرتبة البليغ تعلو على الآخرين بهذا اللون الذي يسمى( جوامع الكلم) واشتهر به رسول الله (ص) والامام علي (ع)حتى إن بعضهم سُئل عن «البلاغة» فقال: هي (إيجاز القصر).وقال أكثم بن صيفي خطيب العرب:(البلاغة الإيجاز)
⚘و(إيجار الحذف) يكون بحذف شيء من العبارة لا يخِلُّ بالفهم، عند وجود دليل (قرينة) يد على المحذوف وسوف أضع المحذوف بين قوسين
١-و المحذوف إما أن يكون:

حرفًا، كقوله تعالى:( وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) أصله: ولم أك(ن)

٢- أو اسمًا مضافًا، نحو: وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ أي: في (سبيل )

٣-أو اسمًا مضافًا إليه، نحو: وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ أي: بعشر (ليال). او قوله تعالى
قول الله عز وجل: ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) فقال: قال الامام الرضا (ع )إن الله سبحانه لا يوصف بالمجئ والذهاب تعالى عن الانتقال انما يعني بذلك وجاء أمر ربك. المحذوف جاء( أمر)

٤-أو اسمًا موصوفًا، كقوله تعالى: وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا؛ أي: (عملًا) صالحًا.

٥-أو اسمًا صفة، نحو:( فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ)؛ أي:( مضافًا) إلى رجسهم.

٦-أو شرطًا، نحو:( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)؛ أي: (فإن تتبعوني)

٧-أو جواب شرط، نحو:( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ)؛ أي: (لرأيت أمرًا فظيعًا)

٨-أو مسندًا، نحو: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ؛ أي:( خلقهن) الله

٩-أو متعلقًا، نحو:( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)؛ أي: (عما يفعلون)

١٠-أو جملة، نحو: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ؛ أي: (فاختلفوا) فبعث

(١٢)أو جملًا، كقوله تعالى:( فَأَرْسِلُونِ) * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أي: (فأرسلوني إلى يوسف لأستعبره الرؤيا، فأرسلوه فأتاه، وقال الرسول : (يوسف أيها) الصديق.
إن اسباب الإيجاز كثيرة: منها الاختصار، وتسهيل الحفظ، وتقريب الفهم، وضيق المقام، والوصول الى المعنى الكثير باللفظ اليسير …
.
| حسن مصطفى بغدادي