كيف تصنع الأم من ابنها رجلاً؟

أهمية اللغة الإيجابية مع الابن المراهق
عند قراءة قصة صديق حلوها المشار إليها أعلاه، وكيف تتعامل والدته مع تدخلاته، فوفقاً لكلامه هي "تهدد بالانتحار"! وهذا ما يضع الفتى في وضع متأزم حقيقة، فيكفي أن تتحدث بسلبية مع ابنك المراهق وستكون التأثيرات مرعبة، فما بالك بلغة التهديد وتحميل الفتى مسؤوليات وضغوط تفوق طاقته.
وهنا من المناسب أن نشير إلى أهمية طريقة التحدث إلى الابن المراهق، واستخدام النبرة الداعمة خلال مناقشة ابنك المراهق في أي موضوع كان، وعلى الرغم من نسيان أولياء الأمور؛ أهمية ذلك.. خاصة في اللحظات التي تسيطر عليهم التعب والغضب والضغوطات، عليك أن تحسن الحديث مع ابنك المراهق خلال هذه المرحلة الحساسة.
حيث أظهرت نتائج دراسة حديثة [3]، أن نبرة الصوت التي تستخدمها الأمهات مع المراهقين (أبنا ء وبنات)، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على استجابات الأبناء العاطفية والسلوكية، وبالضرورة شكل العلاقة مع الأم، وهذا يوضح "مدى قوة صوتنا وأهمية اختيار النبرة المناسبة للتواصل في جميع محادثاتنا، إلى درجة أن الباحثين يمضون في دراسة تأثير نغمة الصوت على الاستجابات الفسيولوجية ، مثل معدلات ضربات القلب أو الطفح وحساسية الجلد، والفترة الزمنية التي قد تستغرقها هذه الآثار حتى الزوال.
تأثير علاقة المراهق بأمه على مستقبل علاقاته العاطفية
تعمل علاقة المراهق مع والدته كحاجز عازل من خلال تعزيز مشاعره في تقدير الذات، فسلوكيات الأبوة والأمومة الإيجابية، التي تتميز بالقبول والدفء في التعامل مع الأبناء؛ تعكس لديهم صورة داخلية إيجابية لأنفسهم على أنهم محبوبين ويستحقون الاحترام [4]، مما يعني قدرتهم على تحقيق التوازن في علاقاتهم العاطفية مستقبلاً.
حيث تنعكس كذلك تأثيرات علاقة الأم بأبنائها من خلال النواحي المهمة العديدة التي تحدثنا عن بعضها أعلاه، فكلما كانت علاقة المراهق مع أمه علاقة سليمة وصحية، كانت علاقاته مع النساء مستقبلاً صحية أيضاً، وكلما عانت علاقة الابن مع أمه من تشوهات ومشاكل؛ انعكست كلها على علاقته بالمرأة منذ اللحظة التي يبدأ فيها أي علاقة عاطفية في حياته امتداداً للزواج وكيفية تربيته لبناته مستقبلاً!