عشرات القتلى والجرحى جراء انفجار في مسجد داخل مقر رئيسي للشرطة في بيشاور شمال غرب باكستان

نشرت في: 30/01/2023


نص:فرانس24تابِع

قُتل وجُرح العشرات معظمهم من عناصر الشرطة، في هجوم الاثنين استهدف مسجدا داخل المقر العام لشرطة بيشاور في شمال غرب باكستان. ويأتي الهجوم فيما تشهد المدينة الحدودية مع أفغانستان في الأشهر الأخيرة، عدة هجمات استهدفت بشكل أساسي قوات الأمن.، وقد نفذها عناصر من حركة طالبان باكستان أو من تنظيم "الدولة الإسلامية-ولاية خراسان"، أو مجموعات انفصالية من البلوش.

قُتل ما لا يقل عن 47 شخصا في تفجير استهدف الإثنين مسجدا داخل مقر رئيسي للشرطة في شمال غرب باكستان، بحسب ما أفاد مصدر طبي.
وقال محمد عاصم خان، المتحدث باسم مستشفى ليدي ريدينغ في بيشاور إن التفجير أسفر عن 47 قتيلا وأكثر من 150 جريحا، فيما قال المسؤول الحكومي البارز شفيع الله خان إن حصيلة القتلى مرشّحة للارتفاع أكثر مع استمرار انتشال جثث من تحت الأنقاض.
وكان المتحدث باسم المستشفى الرئيسي في بيشاور قد أعلن في وقت سابق وقوع 33 قتيلا، مؤكدا أنها "حالة طوارئ".
ووقع الانفجار أثناء صلاة العصر. وأدى إلى تطايُر سقف وأحد جدران المسجد، وشوهد الجرحى وقد غطتهم الدماء يخرجون من المسجد الذي لحقت به أضرار، وجثث قتلى يتم نقلها في سيارات الإسعاف.
وقال محمد إعجاز خان رئيس شرطة بيشاور، إن 300 إلى 400 شخص يتواجدون عادة داخل المسجد في وقت الصلاة.
وتقوم فرق الإطفاء بعملية إنقاذ واسعة النطاق.
ويعد المقر العام للشرطة في بيشاور من المناطق الخاضعة لإجراءات مشددة في المدينة. ويضم مباني وكالات استخبارات مختلفة.
وبحسب الشرطة، فقد وقع الانفجار في الصف الثاني من المصلين المتجمعين للصلاة. وكانت فرق تفكيك القنابل تتحقق من احتمال أن يكون انتحاري قد نفذ الهجوم.
"كان الناس يصرخون"
وتضمن بيان لرئيس الحكومة شهباز شريف أن "الإرهابيين يريدون إثارة الذعر عبر استهداف أولئك الذين يقومون بواجبهم في الدفاع عن باكستان". وأضاف "أولئك الذين يقاتلون باكستان سيُمحون من على وجه الأرض".
من جهته، قال الشرطي شهيد علي (47 عاما) الذي نجا من الانفجار، لوكالة فرانس برس، إنّ التفجير وقع بعد ثوانٍ من بدء الصلاة.
وتابع "رأيت دخانا أسود يتصاعد في السماء. ركضت إلى الخارج لإنقاذ حياتي"، مشيراً إلى أنّ "صرخات الناس لا تزال تدوّي في رأسي. كانوا يصرخون طلباً للمساعدة".
ووقع هذا الهجوم في اليوم الذي كان من المتوقع أن يزور فيه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، إسلام أباد. وتم إلغاء هذه الزيارة في اللحظة الأخيرة الإثنين، رسميا بسبب الطقس الماطر.
كذلك، تستقبل باكستان الثلاثاء وفدا من صندوق النقد الدولي، سعيا للتفاوض بشأن الإفراج عن مساعدات مالية مهمة لاقتصادها المنهك.
وفي هذه الأثناء، وُضعت العاصمة وبقية البلاد، خصوصا المناطق الحدودية مع أفغانستان، في حالة تأهب أمني مشددة بعد الانفجار في بيشاور.
في آذار/مارس 2022، أسفر هجوم انتحاري تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية-ولاية خراسان"، الفرع المحلي لتنظيم "الدولة الإسلامية"، على مسجد للطائفة الشيعية في بيشاور عن مقتل 64 شخصا. وكان هذا الهجوم الأكثر دموية في باكستان منذ العام 2018.
هجمات ضد قوات الأمن
وأشارت الشرطة إلى أن الانتحاري الذي نفذ الهجوم، مواطن أفغاني يعيش في باكستان مع أسرته منذ عدة سنوات، وكان قد أعدّ للهجوم في أفغانستان.
تعرّضت بيشاور التي تقع على بعد حوالى خمسين كيلومتراً من الحدود مع أفغانستان، لهجمات شبه يومية خلال النصف الأول من العقد الماضي، لكن الأمن هناك شهد تحسّناً كبيراً في السنوات الماضية.
وفي الأشهر الأخيرة، شهدت المدينة هجمات استهدفت بشكل أساسي قوات الأمن.
تواجه باكستان تدهورا أمنيا منذ عدة أشهر، خصوصاً منذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان في آب/أغسطس 2021.
وبعد عدة سنوات من الهدوء النسبي، استؤنفت الهجمات بقوة. وقد نفذها عناصر من حركة طالبان باكستان أو من تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، أو مجموعات انفصالية من البلوش.
وتتهم باكستان طالبان بالسماح لهذه المجموعات باستخدام الأراضي الأفغانية للتخطيط لهجماتها، وهو ما تنفيه كابول بشكل متكرّر.
وأعلنت حركة طالبان باكستان، التي تختلف عن حركة القادة الأفغان الجدد رغم اشتراكها معها في العقيدة المتشدّدة، مسؤوليّتها عن عدة هجمات في الأشهر الأخيرة.
ومن أكثر الأعمال وحشية التي ارتكبها والتي تركت بصمة على الوعي الوطني الباكستاني، مذبحةٌ أودت بحياة حوالى 150 شخصاً، معظمهم من أطفال المدارس، في بيشاور في كانون الأول/ديسمبر 2014.

فرانس24/ أ ف ب