توصل العلماء إلى هذا الاكتشاف بعد البحث في البيانات التي تم جمعها على مدار سنوات من مرصد ديناميكا الشمس التابع لناسا، وهو قمر صناعي يراقب الشمس منذ عام 2010
فهم ومضات الشمس يمكن أن يساعد بالنهاية في تحسين التنبؤات بالتوهجات وعواصف الطقس الفضائي (شترستوك)
حدد باحثون من "نورثويست ريسيرش أسوشيتس" (NorthWest Research Associates) (NWRA) ومضات صغيرة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي الشمسي، أو ما يسمى بالهالة الشمسية، يمكن أن تساعد في تحديد المناطق الموجودة على الشمس، والتي يرجح أن تنتج رشقات نارية نشطة من الضوء والجسيمات المنبعثة من الشمس نفسها.
ووجد الباحثون -الذين استخدموا بيانات من مرصد ديناميات الطاقة الشمسية التابع لوكالة ناسا (SDO)- أنه فوق تلك المناطق التي توشك على الاشتعال، أنتجت الهالة بشكل متكرر ومضات صغيرة الحجم تشبه تلك الشرارات الصغيرة التي نشهدها قبل الألعاب النارية الكبيرة.
شرارة ما قبل الاشتعال
ووفقا للبيان الصحفي -الذي نشرته وكالة "ناسا" (NASA) في 17 يناير/كانون الثاني الجاري- يمكن أن يساعد فهم ومضات الشمس على تحسين التنبؤات بالتوهجات وعواصف الطقس الفضائي، التي تحدث بسبب نشاط الشمس. ويمكن أن يؤثر الطقس الفضائي على الأرض بعدة طرق منها إنتاج الشفق، وتعريض رواد الفضاء للخطر، وتعطيل الاتصالات اللاسلكية، وحتى التسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
صور لمنطقة نشطة تم التقاطها بواسطة مرصد ديناميات الطاقة الشمسية تظهر التغيرات في السطوع (ناسا)
وقد توصل العلماء إلى هذا الاكتشاف بعد البحث في البيانات التي تم جمعها على مدار سنوات من مرصد ديناميكا الشمس التابع لناسا، وهو قمر صناعي يراقب الشمس منذ عام 2010.
ووفق تقرير نشر على موقع "لايف ساينس" (Live Science) صرحت الدكتورة "كي. دي. ليكا" (KD Leka)، العالمة والباحثة في "نورثويست ريسيرش أسوشيتس" بأن الباحثين قد شهدوا بالفعل ومضات ما قبل التوهج منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وذلك بالاعتماد على الأدوات المتاحة آنذاك مثل المراصد الأرضية.
لكن هؤلاء الباحثين لم تكن لديهم أدوات مثل مرصد ديناميات الطاقة الشمسية، الذي يراقب ويسجل نشاط الشمس باستمرار من الفضاء. وقالت ليكا "بالتأكيد ساعدت صور الشمس العلماء والمتنبئين على فهم التوقيت الذي يحتمل أن تنفجر فيه المنطقة النشطة".
قاعدة بيانات ضخمة
في أبحاثهم، استخدم العلماء قاعدة بيانات صور تم إنشاؤها حديثا للمناطق النشطة للشمس، التي تم التقاطها بواسطة مرصد ديناميات الطاقة الشمسية (SDO). ونشر الباحثون مقالا في دورية "ذي أستروفيزيكال جورنال" (The Astrophysical Journal) يجمع بين صور التقطت في أكثر من 8 سنوات لمناطق نشطة في الأشعة فوق البنفسجية والأشعة فوق البنفسجية الشديدة.
في آلاف التيرابايت من بيانات مرصد ديناميات الطاقة الشمسية، وجدت ليكا وفريقها أن التوهجات الشمسية غالبا ما ترتبط بلحظة من السطوع، ووجد الباحثون أن هذه الشرارات كانت تحدث قبل يوم واحد من اندلاع التوهجات من نفس المنطقة من الشمس.
الهالة الشمسية تنتج ومضات صغيرة الحجم تشبه الشرارات فوق المناطق التي توشك على الاشتعال (شترستوك)
وقالت ليكا إن هذه النتائج لا تعني أنه يمكن للعلماء الآن توقع التوهجات الشمسية. وشبهت الأمر بتوقع ثوران بركاني، حيث يشير حدوث زلازل بالقرب من البركان النشط إلى أن الصهارة تحت الأرض تتحرك ويمكن أن تؤدي إلى ثوران بركاني، لذلك يقوم العلماء بمراقبة الزلازل وتعديل النماذج للتنبؤ بموعد حدوث ثوران بركاني، لكن بطبيعة الحال لا يمكن التنبؤ به استنادا إلى زلزال واحد فقط.
وذكر الباحثون أن مقالتهم تعتبر بداية لسلسلة من الأوراق العلمية التي تبحث في الخصائص اللونية والإكليلية للمناطق النشطة الشمسية. واستعرضوا في مقالتهم مجموعة بيانات شاملة من الصور من مجموعة تصوير الغلاف الجوي في مرصد ديناميات الطاقة الشمسية، والتي تم تنسيقها لتحليل عينة كبيرة من صور المناطق النشطة، وتغطي المقالة مجموعة بيانات من منتصف عام 2010 حتى ديسمبر/كانون الأول 2018، والتي يقارب حجمها 9 تيرابايت، وهي متاحة من خلال مركز تحليل بيانات الطاقة الشمسية.
وفي الوقت الحالي يعمل الباحثون على تفسير كيفية ارتباط ديناميكيات المجال المغناطيسي للشمس بالعمليات التي تحدث في أعماق الشمس لمساعدة العلماء على التنبؤ بالانفجارات الشمسية.