مَــــن لـلـفـؤادِ بـلـيـلٍ كــلُّـهُ أرَقُ
يـهتاجُ مـن شَـجَنٍ قـد أزَّهُ الخَفَقُ
لاشـيءَ يُـسكتُهُ عـن ذكـرِ عاشقةٍ
أَغْـرَتْ بـهِ شـجنًا فاجتاحَهُ الغَسَقُ
مـا ذنـبُ خافقةٍ في صدرٍ محترقٍ
كـيفَ الـنّجاةُ لـها فالصّدرُ يحترقُ
قـد كـانَ مـن فـكرةٍ قـلبي بهِ قَلَقٌ
والآنَ مـن صـورةٍ يـا حُسنَهُ القلقُ
أبـدت لـهُ طَـرَفًا مـن وَجنَةٍ سَحَرًا
فصارَ من عشقهِ في اللّيلِ يَسترِقُ
شمسٌ بليلِ الهوى قد سابقت قمرًا
والـبدرُ فـي فُـلكِها يـدنو ويَستبِقُ
كـأنّ روحَ الـهوى في وجهِ ساحرةٍ
تَـسبي بـلحظٍ لـها طَـرْفًا فـيَنعَتِقُ
انـشقَّ من سحرِها قلبي على قَدَرٍ
والـشّمسُ من سِرِّها يبدو بهِ الفَلَقُ
من رحمةٍ جَمَعت ما كان يَقسِمُني
إذْ بـالهوى وعـدت ما عُدتُ أفترقُ
صـارَ الـصَّبوحُ بـها مـن وِردِ فـاتنةٍ
والـلّيلُ مـن وِردِها يَسقي ويَغتَبِقُ
مصطفى كردي