الليل المرئي والنابغي المفاضلة بين الأبيات غير كاملة
لماذا قال كل شاعر ما قاله
وما علاقة ذلك بالقصيدة

امرئ القيس معلقته كلها في تهديد بني أسد
بالانتقام لمقتل والده(ولذلك أدلة فلا تعجل )

وجاء وصف الليل إظهارا لشجاعته واقتحامه
الأهوال
فالبيت الأول فيه تهويل الليل لذكر موج البحر
والبيت الثاني فيه تشبيه الليل بالجمل
والبيت الثالث فيه تمني زوال الليل ونفي فائدة
الصبح

في الأول اعتذر بصعوبة موقفه وبين انها اختبار
وفي الثاني وضح نجاحه في الابتلاء وأنه ركب
الليل كما يركب الجمل ولم يستكن في بيته
ويستسلم
وفي الثالث بين انه لم يركب الليل خوفا بل
إنه تمنى انجلاءه وأنه أيضا لم يتمن زواله جزعا
فالاصباح كالليل عنده
ولاحظ اللغة المستعلية حيث يخاطب الليل
ويأمره وينبهه ( فقلت له _ألا أيها _ ألا انجلي
فيا لك )
لا يمكن أن تكون هذه اللغة الشرسة لغة جازع
أو متغزل ولا يمكن أيضا لعربي أن يذكر الجمل
في التخويف أين الفيل ؟ أين الأسد ؟ أين الذئب ؟

مراده بالجمل أنه سار في الليل ولم تقعده الهموم

قارن ذلك بلغة النابغة الخاضعة حيث يخاطب
أميمة بكلام يائس ويتحدث عن الليل حديث
الغائب ولا يوجه له الخطاب بحرف
ثم انظر إلى ترتيب الكلام
البيت الأول وصف قسوة الليل وبطئه
البيت الثاني وصف موقفه اليائس من طوله
البيت الثالث ذكر حزنه وتخفيف النهار لبعضه

تلاحظ أن النابغة يستدرك على من قد يفهم من البيت الأول انه يتمدح بخوض الليالي
فيذكر حديثه النفسي الجازع
ثم يستدرك على من قد يفهم أن النهار فيه
فسحة له فيقول في النهار تعزب الهموم ولا
تذهب
تجد في أبيات النابغة استرحاما وضعفا
وفي أبيات امرئ القيس تجلدا وعزا
واربط ذلك بقصة امرئ القيس مع بني أسد
وقصة النابغة مع النعمان
بل اربط ذلك بسبب القصيدة الحقيقي
وهو أن النابغة ذهب إلى الغساسنة بعد أن خاف
من النعمان
فخففوا بعض همه ولم يغنوا عنه كما الليل والنهار
ويأتي ذكر الغساسنة بعد البيت الأخير مباشرة

اذا فهمت ذلك فهمت أن العرب لم تكن تقول
الشعر لتحصيل جوائز نوبل والبوكر
بل تقوله في أمورها المهمة وأن الشاعر الذي
يتكلف وصف الليل دون سبب خطير يرتبط
به متكلف لا تسمع له العرب ولا تتعاطف معه