ستضيع رائحة الدخان، مثلما ضاعت فكرة السيجار المشاع حين تسلل الأبرياء إلى المشنقة و بقيت أنا و الحائط، ستضيع الرائحة التي لم تزعجكِ يومًا، و تبقين أنتِ و الحائط الذي يحمل صورتي .
الأبرياء هم من يدفع الثمن .. و ما كان هذا الحائط المغفل الوحيد الذي انطلت عليه حيلة الألفة، ما كان السِفر الوحيد الذي حمل الزور خدوشًا على ملامحه،، لكنه سيكون صرحًا للحرية و مزارًا للعشاق، سيبكون على أنفسهم و هم يقرأون النصوص التي ما عنيتها، سيعيشون تجربة لم أخضها، لن يعلموا أنه مزاج الحائط لا أكثر، سيرون إنسانًا كتب وهمين و حفر حرفين و عاش قصتين ، لكنها قصة البريء هي التي تجذب القرّاء و العاشقين ... سيشقون أمام كل نقطة رسمت بجمرة السيجار و يؤمنون بقراءة صلبي على الحائط و بأن كل نقطة كانت خطأً من الجلاد، سيؤلفون المزيد من قصص القهر .. أعلم هذا جيدًا و كأني أراه الآن و أنا أطفئ السيجار الثامن الذي اشتهاه الرفيق الأخير على جسد الجدار، أعلمه و أندفع إلى التشكيك بالتاريخ و المشاعر ، و قصص الحب و القصائد .. إلا بكِ و بأنكِ الفتاة التي تنظر إليَّ من النافذة، و بأن الأبرياء هم من يدفع الثمن .. و بأن الأبرياء هم الثمن أيضًا .