ظُلْمَة

الدياجيرُ نحوَ بابِكِ تسعى
والمنايا إليكِ ترهفُ سمعا

والمصَابيحُ يا حبيبةُ ظَمْأَى
والأَصَابيحُ في فِنائكِ صرعى

وحواليكِ ضارياتُ الليالي
كاسراتٍ تحومُ وِتْراً وشَفْعا

نَثَرَتْ حولكِ الصَّحاري جيوشا
و وحوشاً تنْسَلُّ ضَبْعاً فضَبْعا

والغيومُ الغيومُ من كلِّ صَوْبٍ
تمْطِر الموتَ في الحقولِ وترعى

ومَحَى الشمسَ في النَّهار غبارٌ
حين تَطوي الزوابعُ الأرضَ ذَرْعا

وأتتْ من عُواءِ ريحٍ عقيمٍ
عاصفاتٌ أشدُّ في الليلِ وَقْعا

أيناديكِ في الظَّلامِ صديقٌ؟!
لا تجيبيهِ إنَّ ذلكَ أفعى

إن تموتي سيأكلُ الحُزْنُ قلبي
و سيقضيْ أيتامكِ الليلَ جَوْعَى

يا بلاداً أَقُصُّهَا في المَنَافِي
وهْي منْفَايَ تَرْقَعُ العُمْر رَقْعا

عِمْ دموعاً يا أيها العيشُ إنِّي
قبل لُقْيا هَنَاكَ قد ذُبْتُ شَمْعا

وَجَعَاً تحملُ البلادُ دموعي
وأنا بالبلادِ قد ضِقْتُ دمعا




منير الجرفي