هنا

[علياء الشناوى]

أعتقد أنه مامن فتاة إلا وقرأت تلك القصة الساحرة الأميرة والوحش أو على الأقل شاهدتها فى أحد أفلام ديزنى والقصة عن أسطورة قديمة كتبها الإيطالى " جيوفانى استرابالو" وتحكى عن فتاة جميلة حالمة يتنافس أفضل الشبان فى بلدتها على طلب يدها للزواج لكنها ترفضهم جميعاً ولا ترى فيهم فتى أحلامها بل وترفض أيضاً أكثرهم وسامة وثراء لأنه مغرور بوسامته وثرائه ومتغطرس فينفجر عليها سخطاً وكبرياء , إذ كيف ترفضه وهى الفتاة رقيقة الحال , وهو الفتى الوسيم الذى تتمناه أى فتاة وذات يوم يذهب والد الفتاة إلى الغابة المجاورة لبلدتهم ليصطاد , فيضلّ طريقه ويعجز عن العودة إلى بيته وحين يحلّ الظلام , يخشى الرجل على نفسه من حيوانات الغابة المفترسة ويبحث عن مأوى يحتمى به حتى الصباح وفجأة يجد قصراً مهجوراً يدخله ..وبعد قليل يتبين له أن القصر لوحش قبيح الوجه , وكثيف الشعر يعيش فيه منعزلاً عن الجميع , لبشاعة منظره فيرتعب حين يكتشف ذلك ويهم بالفرار منه لكنّ الوحش يسجنه فى القصر عقاباً له على إجترائه على بيته فى نفس الوقت تفتقد الفتاة الطيبة الجميلة أباها فتخرج للبحث عنه ويستغلّ شباب القرية الفرصة لينالوا إعجاب الفتاة وهى التى رفضت الجميع , فيخرجون معها للبحث عن أباها علّها طامعين فى نيل رضاها وحين يعرفون ان الرجل مسجون فى قصر ذلك الوحش , يتراجع الجميع متخاذلين , تاركين الفتاة لتواجه مصيرها بينما تقرر الفتاة أن تنقذ أباها بنفسها مهما كانت الأخطار تذهب الفتاة إلى قصر الوحش وتطلب منه أن يُحرر أباها , لكنه يزمجر فى وجهها على إجترائها على مثل هذا الطلب ..و حين يلمح جمالها الآسر..يرق قلبه لها ويقبل الإفراج عن أبيها ولكن مقابل أن تبقى هى بدلاً منه فى قصر الوحش بالطبع حين يعلم الأب بهذا العرض يرفض وبشدة مشفقاً على ابنته من صحبة هذا الوحش كريه المنظر لكن الفتاة تقبل العرض وبإصرار لإنقاذ والدها وتطمئنه عليها وتطلب منه العودة إلى بيته آمناً وينصاع الأب لرجاء ابنته ويغادر مهموماً تمضى الأيام بالجميلة فى قصر الوحش ..وتتحمل الفتاة فى البداية أمر التعود على منظره الكريه لكنها مع الأيام , تنجح فى الإعتياد عليه وترويضه تدريجياً وتكتشف يوماً بعد يوم أن وراء منظره القبيح هذا , نفسٌ تطلب الخير للآخرين وتؤمن بالإخلاص والوفاء لمن تحب وأن فى صدره كثيف الشعر هذا , قلباً حنوناً يرق لأى لمسة حنان , ويتجاوب معها حينها تقبل الزواج منه حين عرضه عليها , وهى التى رفضت كل شباب القرية وأكثرهم وسامة وتعيش معه سعيدة راضية حيث تعلمت أغلى درس فى حياتها وهو ألا تحكم على الآخرين بمظهرهم الخارجى وإنما بأخلاقهم وطبائعهم وجوهرهم الحقيقى 　 وهذا درس ينبغى لنا جميعاً أن نتعلمه فالوجوه الجميلة قد لا تعكس قبح السرائر , فتظلم من ينبهرون بحسنها , وتصدمهم بسوء أخلاقها وعشرتها والوجوه العاطلة عن الجمال قد لا تعكس أيضاً جمال السرائر وحسن الطباع فتظلم أصحابها وتحرم الآخرين من اكتشاف مزاياهم هذا هو الدرس الذى علمتنا إياه الجميلة أما وحشها فقد علّمنا هو الأخر درساً لا يقلّ عنها روعة حين كسب حبّ الجميلة التى فشل أجمل الشباب فى نيل ودها وذلك بنفسه الطيبة وقلبه الحنون وهو ماتستطيع كل جميلة أن تفعله بنفسها حين تكون جميلة شكلاً وروحاً فيصبح شريك حياتها هو الوحش الطيب الذى تأسره بجمالها الداخلى والخارجى ويأسرها هو بأخلاقه ورقة قلبه 　 كانت تلك هى الأسطورة التى بنى عليها والت ديزنى عرضه الجميل الذى نحرص جميعاً على مشاهدته " الجميلة والوحش"

[طوق الياسمين]

جميل جدا ياعلياء
حكمة رائعة
سلمت يداك

[علياء الشناوى]

طوق الياسمين
شكراً لكِ
نورتِ الموضوع بلإطلالتك المشرقة

[Mohammed Jumah]

اختيار موفق و حتوتة راقية معبرة وهذا دليل صفاء روحكم وطيب مشاعركم ورقي احساسيسكم .....تسلميين