الخلط ما بين القانون والقبيلة
الخلط ما بين القانون والقبيلة
لا نعرف ولا نمتلك ترجمة حقيقية لكثير من المواقف الغريبة والمؤثرة لدى عامة الناس والبعض من المثقفين حيال ما يقومون به من بعض الامور التي تضع حولها علامات الاستفهام فلما كل هذا فموضوع الخلط مابين العمل ضمن نطاق المؤسسات الحكومية والدوائر التابعة لها ومابين العشائرية القبلية وتصرفاتها هي من الامور الصعبة والتي يجب ان نتوخى الحذر منها لعدم الفهم الصحيح لهاتين التسميتين (القانون والقبلية العشائرية).
ومن هذه المواقف كثيرا ما يتعرض لها الجميع خاصة من يعمل في دوائر ومؤسسات الدولة الحكومية وهنا قد تحصل الكثير من المشاكل بسبب ما يفكر به البعض ويعيشه عندما يظن بأن العشائرية هي السمة الغالبة في سمائه وهنا يجب ان تكون للقانون وقفة جادة كما يجب ان تكون لنا نحن جميعا الكلمة الفصل في اعلاء كلمة القانون لانه يرفض استغلال الحالة لتحقيق المصالح الشخصية على حساب الحق والضحية وهنا نود ان نقول لكم اننا وبعد ان اجرينا استطلاع للغالبية العظمى من النخب العراقية المثقفة، التي ترى في تنامي نفوذ العشائر في العراق تهديداً لاستقرار البلاد، بسبب وجود بعض النزاعات المتوارثة والتي تكون انية غالباً ما تحدث بين العشائر مما يجعل الامر اكثر صعوبة في حال انعكاس تلك النزاعات على الوضع السياسي وغالباً ما تتجدد النزاعات العشائرية بسبب مصادر المياه والأراضي الزراعية، كما تحدث نزاعات اخرى نحن في غنى عن طرحها الان مع علمنا بالدورالفاعل التي ادته العشائر في حينها وبعد مرحلة سقوط النظام حيث أدت العشائر دوراً ايجابياً في اغلب محافظات العراق فلم تقف مكتوفة الأيدي أمام انهيار مؤسسات الدولة، وقامت بدور فاعل في حماية المناطق من الجماعات المسلحة والإرهابيين ومساندة القوات الحكومية بعد تشكيلها لمجالس الصحوة ومجالس الإسناد فالمواقف تذكر بشكل كامل والتاريخ يسجل كل صغيرة وكبيرة وهنا نرجع لبداية حديثنا ولنضرب بعض الامثال و هي سبب هذا الموضوع عند عملك في دائرة حكومية وانت تودي دورك وواجبك على اتم وجه حتى تصطدم باحد الاصدقاء ولمجرد وجود بعض الاختلاف في وجهات النظر بخصوص قضية انية داخل الدائرة الواحدة حتى تتفاجىء بكلمات ذلك الشخص المثقف وهو يقول استاذ (تره اسويها عشائرية)؟؟؟؟؟
او مثال اخر.. انت في مؤسسة حكومية تربويه كان تكن جامعه او معهد ولديك احد الطلبة السيئين ولكنه يلقى الكثير من الاهتمام رغم عدم دوامه المنتظم وعدم امتلاكه اي اسلوب للنقاش وعدم احترامه حتى لنفسه وكل هذه الامور يغفل عنها الذي ياتيك لطلب النجاح له وعدم الالتفات عن كل تلك التجاوزات او مثل اخر عند وقوف بعض الاساتذة على قاعات الامتحان تتفاجأ بان احد الاساتذة المحترمون يوصيك على احد الطلبة المتواجدين داخل القاعة الامتحانية وبالنص يقول لك(استاذ فدوه الطالب ذاك ويؤشر باصبعه وامام انظار الطلبة خلي ينقل ويغش على راحته) او في بعض المرات حكى لي احد الاصدقاء ان احد الموظفين هدد مسؤوله بسبب ان الثاني سجله غياب لعدم دوامه قبل يوم.. هدده بانه سيقتص منه عشائريا وانه سيندم على فعلته هذه وكل هذه الامثلة والتصرفات في داخل دوائر الدولة ومؤسساتها الحكومية فما بالنا نحن اذا كنا نمشي في الشارع وتعرضنا لموقف ما وهنا اود ان اذكر حادثة وقعت لاحد الاشخاص عندما كان يركن سيارته بباب البيت سمع حينها صوت اصطدام قوي جدا خرج مهرولا فوجد احد الاشخاص ممن يستقلون دراجه هوائية قد اصطدم بسيارته وكانت متوقفة كما قلنا بباب البيت فتعرض نتيجة الاصطدام الى رضوض في جسمه وهو ملقى على الارض ودراجته محطمة عن بعد وبعد اليوم الثاني تفاجأ صاحب السيارة بوجود اربعة اشخاص في باب البيت خرج عليهم وتفاجأ باقوال لاتمت للدين بصلة ولاتمت للحق بصلة ونصا كانت هذه العبارة (البارحة ابنه اتكسر بسبب سيارتك وصرفناله مبلغ جبير ودراجته انتهت نطيك يومين عطوه تجي تفصل اشرفلك) او البعض منهم ياتي الى دائرة ما وبحوزته توصية من احد الاشخاص المعروفين لدى الطرف الاخر فتكون له الاولولية في كل شيء حتى ولو كان غير ذي حق اما البعض من المسؤولين وفي دوائر الدولة ايضا قد ينحاز لموظف عن الاخر ليس بسبب العمل والجهد الواضح وعدم الغياب واخذ الاجازات كل تلك الامور غير مهمة ولكن لسبب تافه وهو تملقه وجلب الهدايا له اضافة لعلاقته الشخصية التي تتعدى خارج نطاق العمل فترى المسؤول يرى هذا الموظف في كفة والبقية في كفة اخرى او انك قد ترى وتسمع ان فلان من عشيرة كذا وفلان من عشيرة كذا وفلان من عشيرة كذا الفلان الاول صاحب نزعة هجومية وشخص صاحب شر هو وعشيرته فلا تكن معه على تماس اما ذاك الشخص الاخر فهو من عشيرة كذا وهو رجل يكره العشيرة فلا تخاف منه لانه ليس لديه( عمام) وكما يقال او ان احد الاشخاص ممن لديه شكوى على الاخر يتفاجأ بالمشتكى عليه وهو يهدده قائلا (اذا مشيت الشكوى اسويها عشائرية وياك واحقك) علما ان موضوع الشكوى داخل المؤسسة الحكومية وهو عمل روتيني لا يمت للفصل العشائري باية صلة ان مثل هذه الامور للاسف قد تسيء الى الجوهر الحقيقي للقبيلة ومن هم اصلاء في هذا الجانب وهم قطعا يرفضون بشدة هذه الحوادث ولكن من الصعوبة ان نضع حل لمثل تلك الظواهر المرفوضة ولكن نرجع قليلا لنحاكي الطبقة المثقفة وهي في مناصب تعمل ضمن دوائر الدولة وتخضع للقانون ولكنها تتحدث وتهدد بالقبلية ومن دون سبب مهم فلماذا كل ما يحدث نتمنى ان نجد الحلول ومن الله التوفيق والسداد
علي السباهي- بغداد
رد مع اقتباس
