طابت لنا المعيشة ها هنا:
فى إحدى غزوات الحاجب المنصور (حاكم الأندلس) لبلاد البشكنش دخل فيها الي أعماق بلادهم وتوغل فى أرضهم حتى صار وراء الجبال، فأخذ النصارى يسدون طريق العودة أمام المنصور وجيشه كمنوا له بين جبلين كان سيمر بينهما المنصور وجنوده، ومن أصعب أنواع القتال هو القتال فى ممر ضيق جدا وجعلوا به خندقاً، فماذا فعل المنصور.
لم يقاتل ولم يقتحم الممر، بل اختار مدينة قريبة من ذلك المكان، فنزلها ووزع جنوده فى أرجائها، يعملون ويحرثون ويبيعون ويشترون ويقوم بكل متطلبات الحياة فيها، وبعث الحاجب المنصور الجند بالسرايا يمينا وشمالا يقتلون ويأسرون ويغنمون، حتى ضج القوط النصارى من غاراتهم، وأرسلوا اليه أن أعبر المضيق أنت وجنودك، إلا أن المنصور رفض قائلاً: لقد طابت لنا المعيشة هنا وإن هذه البلاد جميلة يطيب سكناها وسأبقى الى السنة القادمة لأغزو فى الصيف القادم إن شاء الله.
أنني كنت أتكلف مؤونة ان أتيكم كل صيف و شتاء الأن أنا بجانبكم أحاربكم ولا أتكلف شيئا
وكان جنده يأتون بقتلى النصارى منهم ومن القرى فى السرايا والغارات ويلقونها أمام الوادى حتى ضج سكان المنطقة إلى الذين هم فى الوادى أن دعوه يعبر، فأرسلوا اليه ثانية بذلك الى الحاجب المنصور الذى قبل أن يمر عبر المضيق برجاله بشروط
1- ان يقوموا برفع جثث من قتل منهم و رمي في الخندق
2- ردم الخندق
3- ان يحملوا له الغنائم و الأسلاب إلى قرطبة