هذا العِراقُ وإنْ بَدا في الفُقْر ِ
زَهْوٌ عليهِ بمَلْبَسٍ مِنْ دُرِّ !
هذا العِراقُ وإنْ بَدا في حالَةٍ
فيها الظَّلامُ بغُرْفَةٍ أو قَبْر ِ !
لكنَّما كَرَمٌ وجُودٌ يَرْتَدي
وأمامَ جَمْعٍ زائِرٍ للقَصْر ِ !
فالحالُ في قَصْرِ الرّئيسِ بنِعْمَةٍ
والنَّاسُ دونَ رئيسِهِ في القَهْر ِ !
هِيَ قِسْمَةٌ ضِيْزى أراها ها هُنا
فالمالُ فيهِ كمائِهِ في النَّهْر ِ !
والنَّهْرُ يَسْقي في المَسيرِ زُروعَها
والنَّهْرُ يَرْوي ظامئا كالحُرِّ !
وكثيرُ مِنْ هذي الدّوابِ فتَرْتَوي
والحالُ فيها هانِئاً في العُمْر ِ !
هذا عِراقٌ في النَّعيمِ ولَمْ يَكُنْ
هذا النَّعيمُ لِفاقِدٍ للسِّتْر ِ !
والسِّتْرُ حالٌ في النّجاةِ لِمُدْقَعٍ
مِنْ بَعْدِ ذُلٍّ رابِطٍ في الصَّبْر ِ !
فالذُّلُّ في فَقْرٍ يُؤدّي لِلّذي
فيهِ الخَطيرُ بوَجْهِهِ في السَّطْر ِ !
وخَطيرُ هذا في سُطورٍ تَرْتَدي
ألوانَ فيها مَزْلَقاً للبِئْر ِ !
والبِئْرٌ حالٌ في المُهينِ لِعائِلٍ
تُلْغي عَفافَ المَرْءِ تَحْتَ القَسْر ِ !
أيَصُحُّ هذا والخَزينُ أمانَةٌ
والمالُ فوقَ المالِ مِثْلَ التِّبْر ِ !
والخَيرُ في هذا العِراقِ لِشَعْبِهِ
عَدْلٌ وفيهِ كِفايَةٌ في الشَّهْر ِ !
والعَدْلُ لا يَأتي بِساقٍ إنَّما
يأتي بحُكْمٍ قائِمٍ باليُسْر ِ !
واليُسْرُ نَشْرٌ للعَدالَةِ بينَنا
فيها اكْتِفاءُ الحالِ بَعْدَ العُسْر ِ !
وعلى سَبيلٍ في المِثالِ لِقائِمٍ
يَسْعى بكَدٍّ دائِمٍ للعَصْر ِ !
فيَفيضُ مِنْ خَيرٍ لَديهِ لبيتِهِ
والبيتُ في عَيْشٍ مُريحِ الفِكْر ِ !
وأقولُ كونوا مِثْلَ حالِ مُكلَّفٍ
حِرْصٌ وفيهِ لبيْتِهِ إذْ يَجْري !
عبدالرزاق الياسري