من أنا؟!
ومن أنا
إنِّنِي المنساب عن لغة نهرٍ
لتروي بها إجدابَ صحراءِ
ومن أنا
إنني المشتاق عن رئة مخنوقة
وهواءِ الشوق مشَّاءِ
إنِّي أنا
دون أسماء أسجَّلها لي
حيث أنِّيَ قد أنكرتُ أسمائي
وقلتُ
لا تذكروا الأسماء واتدة
تنهدُّ من صعقة والريحِ هوجاءِ
ومن أنا
ما سؤالي صنع أحجية
أنا التهجِّي لأحوالي وبلوائي
كبرت في من أنا سؤلاً
غدوتُ له طيفاً
وحاجب إسدال بإغضاءِ
آمنت فيه بتنكير الجواب
كتنكير الوجوه
قناعي ما رأى الرائي
فواضح الشمس عندي
أنها كسفتْ
وأنها أعتمت من شفِّ أضواءِ
ومن أنا
من أنا
والله قد كبرت
مثل الشظايا
بها تكبير أجزائي
منابتي تلك
في طور التفسِّخِ
طور الانسلاخ
أنا بالجمع أشلائي
حيث الكيانية الكبرى قد انتبذتْ
وأصبحت من بقايا ضيفها النائي
لما تزار الأنا مثل الغريبة
عن طقس الهطول
بلا غيم ولا ماء
هذي الأنا
مثل تحسيس على
عدم الأمطار
من أجل تشعير لأنواءِ
لا ترتدوها ثياباً فهي واسعة
لا تجلسوها كإجلاس لميناءِ
سرعان ما يصبح الميناء
بحر غواً مسافراً صخباً
في موج ضوضاءِ
حتى يرينا بأن البحر ليس هدى
وأنما مغرق جسمي وأشيائي
لم يغرق الجسم حصرا
فهو أغرق لي صوت الأنا
لم يعد يرضى بإبقائي
فقال أصعب موت للأنا غرقٌ
عن جثة قد طفت في ذم أحياءِ
سلمان عبدالحسين