في بعضِ قَولِ المَدْحِ للشُّعَراءِ
تَلْقى كثيرَ الكِذْبِ والأهْواءِ !
ومِثالُ هذا عِنْدَ بَعْضٍ شاعِرٍ
في نَظْمِ شِعْرِ المَدْحِ والإطْراءِ !
ومِثالُ شِعْرٍ في مَديحِ مُحَمَّدٍ
والنَّهْجُ فيهِ بمَسْلَكِ الغُرَباءِ !
هُوَ في البَعيدِ عَنِ النَّبيِّ وآلِهِ
لكنَّهُ في الشِّعْرِ للصُّلَحاءِ !
ويَذوبُ في شِعْرٍ بذِكْرِ مُحمَّدٍ
وكأنَّهُ في الشِّعْرِ للعَلياءِ !
وأقولُ مَهْلاً فالوِدادُ لأحْمَدٍ
يَجْري بُحْسْنِ الفِعْلِ كالبيضاءِ !
والحُسْنُ شَرْطٌ في الولاءِ لِآلِهِ
مِنْ غيرِ خَلْطِ الأمْرِ بالسُّفَهاءِ !
لكنَّما عَجَبي لِقولِ شَواعِرٍ
يَبْدو بسَيْرِ الحالِ كالعَرْجاءِ !
فشَواعِرٌ إنْ كانَ مِنْهُمْ مادِحٌ
يَبْدو وتَحْتَ الذّنْبِ في الأخْطاءِ !
فالمَدْحُ قَولٌ ظاهِرٌ في طاهِرٍ
والفِعْلُ يَبْدو في البعيدِ النَائي !
وأقولُ في حُزْنٍ شَديدٍ قاهِرٍ
ولِمادِحٍ قَدْ جادَ في الإطْراءِ !
ماذا جنينا من كتابِ محمدٍ
غيرَ المسير بفِكْرَةٍ سَمْجاءِ !
فالبعض يجري بيننا بمذاهبٍ
كانت تخط الجهل بالافتاءِ !
ومحمدٌ منا وأعلنَ غيظه
مِنْ يومِ كانَ بحالةِ الإعْياءِ !
ومُحمَّدٌ بَعْدَ الرّحيلِ لِرَبِّهِ
كُنّا بسَقْفِ الأمْرِ للخُبَثاءِ !
ما كانَ فينا أسْوَةٌ بحَياتِنا
بَلْ أُسْوَةٌ في الغَدْرِ والإخْفاءِ !
فسَقيفَةٌ كانَتْ بحالٍ غادِرٍ
وبَدَتْ بوَجْهِ الظُّلْمِ كالأعْداءِ !
وسَقيفَةٌ كانَتْ كفَكٍّ قاضِمٍ
كُلَّ الحُقوقِ لِعِتْرَةِ النُّجَباءِ !
دَفْعٌ لِحَقٍّ للإمامِ وقَدْ بَدا
في مُحْكَمِ التَّنْزيلِ بالإمْضاءِ !
والحَقُّ في قَولِ الرَّسولِ ودائِماً
هذا (عليٌّ) آمِرُ الأُمَراءِ !
والحَقُّ هذا قَدْ تَجَلّى في الّتي
فيها البَلاغُ بشِدَّةِ الإيْحاءِ !
في يومِ حَجٍّ في الغَديرِ وقَبْلَها
بحَديثِ دارٍ جاءَ في الأنْباءِ !
والظُّلْمُ أبْدى وَجْهَهُ بقَبيحَةٍ
هَضْمٌ وفيها كانَ للزّهْراءِ !
والظُّلْمُ جَرَّدَ سيفَهُ لِفَجائِعٍ
جارَتْ على الأصْحابِ بالحَمْراءِ !
وعلى سَبيلٍ في المِثالِ كـ(مالِكٍ)
ما كانَ مُرْتَدّاً عَنِ السَّمْحاءِ !
بَلْ كانَ في عَهْدِ الوَلاءِ لحَيْدَرٍ
فمَضى شَهيدَ الرّأي للعَلْياءِ !
وعلى سَبيلٍ آخَرٍ (عَمّارُنا)
فَتْقٌ وفيهِ برَفْسَةٍ حَمْقاءِ !
ومِثالُ آخَرَ في (الغِفاري) إذْ بَدا
في حالِ نَفْيٍ دائِمِ الإيْذاءِ !
وسَقيفَةٌ شَرَعَتْ تُؤمِّرُ فاسِقاً
ومَشَتْ بغَزْلِ الأمْرِ للطُّلَقاءِ !
وسَقيفَةٌ كانَتْ كسيفٍ نائِمٍ
ولِيَومِ طَفِّ القَتْلِ والأرْزاءِ !
حيثُ الحُسينُ بصَحْبِهِ وعِيالِهِ
راحوا ضَحايا الدِّيْنِ في الشُّهَداءِ !
والحالُ يَبْقى مُبْهَماً في سَرْدِهِ
ولِيومِ حَقٍّ يَأتي بالأضْواءِ !
بإمامِ عَدْلٍ غائِبٍ عَنْ ناظِرٍ
مِنْهُ بيانُ الصِّدْقِ للأحْياءِ !
عبدالرزاق الياسري