بسم الله الرحمن الرحيم
عن مالك عن نافع مولى عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمالهِ
" إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ثم كتب أن صلوا الظهر إذا كان الفيء ذراعاً إلى أن يكون ظل أحدكم مثله، والعصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية قدر ما يسير الراكب فرسخين أو ثلاثة قبل غروب الشمس، والمغرب إذا غربت الشمس، والعشاء إذا غاب الشفق إلى ثلث الليل، فمن نام فلا نامت عينه، فمن نام فلا نامت عينه، فمن نام فلا نامت عينه، والصبح والنجوم بادية مشتبكة "
شرح الحديث
ترتبط الصلاة بالاوقات المقدرة من حركة الشمس من المشرق الى المغرب ، حركة الظلال تبدأ من شروق الشمس الى غروبها ، في هذه الفترة وجبت ثلاث صلوات و هي صلاة الظهر والعصر و المغرب
صلاة الظهر يكون فيها الظل قدر ذراع ، يمكنك تثبيت عصا على الأرض وقياس الظل ، اما صلاة العصر فالظل يكون مثل طول الكائن الذي يقاس به ظل الشمس ، اما المغرب فيختفي الظل تماماً فلا يقاس عندئذ بالظل واما العشاء فوقته مع اختفاء الحمرة في المساء و هي ظاهرة الشفق ، و يسمى الليل منذ بدأ فترة العشاء بالغسق
الليل كلمة تطلق على المغرب و العشاء معاً ولكن الغسق يطلق على فترة ما بعد العشاء الى الفجر
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (الاسراء - 78 )
أي اقم الصلاة منذ زوال الشمس ( دلوك الشمس ) أي فترة الظهر الى غسق الليل و هي فترة العشاء ويدخل في هذه الاية كل من صلاة الظهر ، العصر ، المغرب ، العشاء ، ثم اتم الله تعالى الصلوات بالفجر و قد سميت صلاة الفجر هنا قرآن الفجر لان الصلاة فيها لا تصح بدون قراءة القرآن
في فترة الفجر يظهر تحت الأفق شعاع من نور وسط ظلمة الليل وهو ما يسمى بـــ ( الخيط الأبيض و الخيط الأسود ) ينعكس على النجوم فيصبحن باديات ظاهرات كأنها موضوعة في شبكة
علامات معرفة وقت الصلوات من خلال اطوال ظل الشمس ، الشفق ، الغسق ، مشاهدة النجوم في الفجر ، وضعها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث يسير مما قلّ و دلّ مع اجتماع الكلمة الناصحة في حق الصلاة الواجبة و صلاة ثلث الليل الأخير
رضي الله عنه وارضاه