الحلفاء المجتمعون في ألمانيا لم يتخذوا قرارا حول تسليم أوكرانيا دبابات ليوبارد

نشرت في: 20/01/2023

نص:فرانس24تابِع

لم يتوصل الحلفاء الغربيون الداعمون عسكريا لأوكرانيا خلال اجتماعهم الجمعة بقاعدة رامشتاين الأمريكية في ألمانيا، إلى توافق على تسليم كييف دبابات ثقيلة، لعدم موافقة برلين. وشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن خمسين بلدا بهدف تنسيق المساعدة العسكرية للأوكرانيين في مواجهة موسكو. في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن على قواته أن تواصل "القتال للحصول على دبابات حديثة"، لكنه أشاد بالاجتماع الذي "سيعزز مقاومتنا"، وأشار لدعم بالمئات من عربات القتال وإلى "نتائج ذات أهمية في ما يتصل بالصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي".


أعلن وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك الجمعة بأنه لم يتم التوصل بعد إلى قرار بشأن تزويد
أوكرانيا بدبابات من طراز ليوبارد 2 خلال اجتماع للحلفاء في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، لكنه عبر عن تفاؤله بأن الجهود المبذولة لتقديم الدبابات لكييف ستكلل بالنجاح.
وصرح بلاشتشاك للصحافيين في رامشتاين: "ما يبعث على الأمل هو اجتماع وزراء دفاع 15 دولة على هامش مؤتمر اليوم حيث تحدثنا عن هذا الموضوع. أنا مقتنع بأن (جهود) التحالف ستكلل بالنجاح". مضيفا أن بلاده ستزود أوكرانيا بدبابات إضافية من طراز تي-72 تعود إلى الحقبة السوفياتية وبعض عربات المشاة دون تحديد نوعها. وقال بلاشتشاك: "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدة أوكرانيا حتى لا تمتد الحرب إلى أراضي حلف شمال الأطلسي".


وبعد الاجتماع، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الألمان "لم يتخذوا قرارا بشأن دبابات ليوبارد". وأوضح أن الولايات المتحدة تتوقع هجوما أوكرانيا مضادا في الربيع، مشددا على أنه تتعين على الحلفاء مساعدة كييف في الاستعداد له. وصرح للصحافيين: "لدينا فرصة سانحة بين اللحظة الراهنة والربيع... أي عندما يبدؤون عملياتهم، هجومهم المضاد"، وأضاف "هذه ليست فترة طويلة وعلينا جمع القدرات المناسبة".
وكان أوستن قد دعا لدى افتتاح الاجتماع، إلى زيادة المساعدة العسكرية المقدمة لكييف. وقال: "علينا أن نبذل مجهودا أكبر إذ إن المرحلة حاسمة في أوكرانيا. أعين الشعب الأوكراني شاخصة إلينا وأعين الكرملين والتاريخ أيضا".

وعرضت بولندا وفنلندا تسليم دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، لكن إعادة تصدير أي من المعدات العسكرية الألمانية الصنع مشروط بالحصول على موافقة برلين.
وقال وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس على هامش الاجتماع "من الواضح جدا أن الآراء ليست متطابقة" بخصوص هذا الموضوع. وأكد بيستوريوس الذي تولى منصبه الخميس أن "الانطباع" السائد لجهة أن ألمانيا ترفض وحدها تسليم الدبابات لكييف هو انطباع "خاطئ".
زيلينسكي: "علينا أن نواصل القتال"
وبالمناسبة، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة الحلفاء المجتمعين في ألمانيا إلى تسريع إرسال شحنات أسلحة ثقيلة إلى بلاده لا سيما الدبابات والصواريخ بعيدة المدى، دعما لكييف في معاركها الحاسمة المقبلة ضد روسيا.
وأكد زيلينسكي عبر الفيديو في افتتاح اجتماع الأطراف الداعمة لأوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية في جنوب غرب ألمانيا: "في مقدوركم إطلاق عملية إمداد واسعة توقف الشر". مضيفا: "يمكنني أن أشكركم مئات المرات (على الدعم الذي سبق وقدمته هذه الأطراف) إلا أن مئات عمليات الشكر ليست مئات الدبابات".
واعتبر زيلينسكي أن "لا خيار آخر" سوى أن ترسل الدول الغربية دبابات ثقيلة إلى بلاده، وذلك بعد عدم صدور أي قرار من اجتماع الحلفاء في رامشتاين. وقال في خطابه المسائي عبر الفيديو: "نعم، علينا أن نواصل القتال للحصول على دبابات حديثة، وكل يوم نؤكد بوضوح أكبر أن لا حل آخر سوى اتخاذ قرار في شأن الدبابات". وأضاف: "لدى شركائنا موقف مبدئي، سيدعمون أوكرانيا ما دام ذلك ضروريا من أجل (تحقيق) انتصارنا".
وأشاد زيلينسكي الجمعة بهذا الاجتماع الذي "سيعزز مقاومتنا"، وأشار إلى "مئات من عربات القتال التي أضيفت إلى الترسانة" الأوكرانية، متحدثا أيضا عن "نتائج ذات أهمية في ما يتصل بالصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي".
مشكلات "الصيانة والتصليح"
في المقابل، رد الكرملين على الفور مؤكدا أن شحنات الدبابات هذه لن تغير الوضع على الأرض. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "هذه الشحنات لا يمكن أن تغير شيئا، بل ستسبب مشكلات جديدة لأوكرانيا" ذاكرا خصوصا عبء "صيانتها وتصليحها".
وفي وقت سابق لهذا الاجتماع، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد والدانمارك عن شحنات جديدة كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا. وقالت واشنطن مساء الخميس إنها رصدت شريحة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2,5 مليار دولار تشمل خصوصا مئات المركبات المدرعة من أنواع مختلفة لكنها لا تضم دبابات ثقيلة من طراز "أبرامز".
وتشمل الشريحة الجديدة 59 مركبة مصفحة من طراز "برادلي" ستُضاف إلى 50 مركبة مدرعة خفيفة من هذا النوع كان قد تم التعهد بها في 6 كانون الثاني/يناير، فضلا عن 90 ناقلة جند مصفحة من طراز "سترايكر"، "ستوفر لأوكرانيا لواءين مدرعين"، حسبما قال البنتاغون في بيان. كذلك، سيسلم الجيش الأمريكي أوكرانيا 53 مركبة مدرعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل "همفي" طراز M998.

وبهذه الشريحة الجديدة، يرتفع إجمالي المساعدات العسكرية الأمريكة لأوكرانيا إلى 26,7 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير/شباط. غير أن هذه الشريحة الجديدة لا تشمل أي دبابات ثقيلة مثل دبابة "أبرامز" التي لم تعلن الولايات المتحدة حتى الآن استعدادها لتزويد كييف بها، مبررةً هذا الرفض بمسائل تتعلق بالصيانة والتدريب.


05:11وأعرب وزير الدفاع البولندي الجمعة عن "اقتناعه" بأن الحلفاء المجتمعين في رامشتاين بألمانيا سينجحون في تشكيل تحالف لمنح أوكرانيا دبابات ليوبارد. وقال ماريوش بلاشتشاك بعد الاجتماع: "أنا مقتنع بأن تشكيل هذا التحالف سيكلل بالنجاح".
من جهتها، تعهدت بريطانيا الخميس تزويد أوكرانيا بـ600 صاروخ إضافي من طراز "بريمستون"، فيما وعدت الدانمارك بتزويدها 19 مدفع "قيصر" فرنسي الصنع والسويد بمدافع "آرتشر". ويبلغ مدى كل هذه المنظومات عشرات الكيلومترات، لكن أوكرانيا تطالب بالمزيد.
وكانت لندن قد تعهدت بإرسال 14 دبابة ثقيلة من طراز "تشالنجر 2" إلى كييف، وأبدت بولندا استعدادها لإرسال 14 دبابة "ليوبارد 2" ألمانية الصنع، وهو ما يقل كثيرا عن مئات الدبابات التي تقول أوكرانيا إنها تحتاج إليها لشن هجمات مستقبلية.
"قرارات قوية"
ويأتي اجتماع الجمعة كثالث في الصيغة التي تُعرف باسم "رامشتاين" منذ بداية الصراع. وسيجتمع خلاله وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين من حوالي خمسين دولة مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
وكان زيلينسكي مساء قال الخميس إنه يتوقع "قرارات قوية" بشأن إمداد بلاده بمزيد من الأسلحة الغربية خلال اجتماع الحلفاء الجمعة. مصرحا "بينما نستعد لاجتماع رامشتاين غدا، نتوقع قرارات قوية. نتوقع حزمة دعم عسكري قوية من الولايات المتحدة".
من جهته، أعلن وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس مساء الخميس أن "بضع دول" سترسل دبابات ليوبارد 2 إلى كييف. وقال الوزير إن "بضع دول سترسل" دبابات ليوبارد، واعدا بـ"معلومات أخرى" الجمعة خلال اجتماع رامشتاين.
بدوره، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي: "هناك حاجة إلى دبابات ألمانية، ودبابات فنلندية، ودبابات دانماركية، ودبابات فرنسية. هذا يعني أن أوروبا الغربية نفسها يجب أن تُخصص الآن دبابات أكثر حداثة لأوكرانيا، حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها ببساطة".
ضغوط على ألمانيا
وتتعرض ألمانيا لضغوط متزايدة من جانب عدد كبير من جيرانها الأوروبيين بهدف دفعها إلى الموافقة على تسليم دبابات ليوبارد. وقال وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس الخميس إن الإجابة ستكون "واضحة خلال الساعات القليلة المقبلة أو صباح غد (الجمعة)".
وفي حديثه عبر الفيديو على هامش منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا، سخر زيلينسكي الخميس ممن يقولون "’سنسلمكم الدبابات إذا قام طرف آخر بذلك‘"، في إشارة واضحة إلى المستشار الألماني أولاف شولتز الذي أبلغ أعضاء في الكونغرس الأمريكي في دافوس أن بلاده لن تزود أوكرانيا بدبابات ثقيلة إلا إذا أرسلتها الولايات المتحدة أيضا، وفق ما قال مسؤول أمريكي كبير.
وقال زيلينسكي: "لا تكفي شجاعة جيشنا واندفاع الشعب الأوكراني (...) في مواجهة آلاف الدبابات التابعة لروسيا". وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على تويتر "حان وقت التوقف عن الارتجاف أمام بوتين واجتياز المرحلة الأخيرة".
ودبابات ليوبارد الألمانية هي من الدبابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي التي تطلبها كييف من حلفائها، ويقول الخبراء إنها ستكون حاسمة في المعارك المقبلة في شرق أوكرانيا.
لكن الغربيين يخشون احتمال أن تستعمل كييف أسلحتهم في ضرب عمق الأراضي الروسية والقواعد الجوية والبحرية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. ووجه الكرملين تحذيرا واضحا الخميس مفاده أن تسليم أسلحة بعيدة المدى "سيعني أن النزاع سيبلغ مستوى جديدا" وذلك ليس "شيئا جيدا للأمن الأوروبي".

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز