تدور احداث هذه القصة حول سيدة من قطاع غزة ، هذه السيدة تدعى نجلاء صقر ، هي ام لاربعة ابناء ، اقل ما يمكن ان نصف به هذه السيدة انها امرأة محاربة ، فهي تحاول بكل ما اوتيت من قوة ان توفر حياة كريمة لها ولابنائها ، تبدأ معاناة السيدة نجلاء في عام 1997م ، حيث توفي زوجها واسمه ايمن ، تأثرت نجلاء بوفاة زوجها كثيرا حيث اصبحت هي الآن العائل الوحيد للاسرة التي كانت في ذلك الوقت تتكون من ثلاثة اطفال و الطفل الرابع على وشك القدوم الى الحياة ، في السابق كان الزوج ايمن يعمل كسائق اجرة ولم يكن يحصل سوى على القليل فقط من المال ، اما الآن فلا مال على الاطلاق.

في البداية اعتمدت نجلاء على بعض المساعدات التي كانت تأتي من بعض الجمعيات الخيرية ، ولكن هذه المساعدات لم تكن تأتي بصورة منتظمة ، بالتالي ليس هناك دخل ثابت يمكّن الاسرة من العيش بصورة طبيعية ، بدأت معاناة نجلاء تقل مع بداية عام 2003 م ، حيث ظهرت منظمة ( الاغاثة الاسلامية ) ، قامت المنظمة بالحاق ابنة نجلاء صقر الصغرى واسمها ( رولا ) ببرنامج رعاية الايتام الذي تقدمه المنظمة ، تقول نجلاء عن هذه المنظمة : ( لقد قدمت منظمة الاغاثة الاسلامية الكثير لنا فهي تلبي احتياجات رولا المدرسية من كتب و ملابس ) ، على الرغم من ذلك فمشكلة نجلاء الكبرى لم تُحل وهي وجود مصدر دخل ثابت للاسرة.

في عام 2011 م قدمت منظمة الاغاثة الاسلامية الدعوة لنجلاء صقر ومعها 19 امرأة اخرى من الارامل من اجل الحاقهن ببرنامج ( تمكين ) ، يهدف هذا البرنامج الى الحاق السيدات الارامل بالجامعة لاكمال دراستهن ، تكفلت المنظمة بجميع المصروفات الدراسية كما انها وفرت لكل واحدة جهاز حاسب آلي محمول فضلا عن الكتب الدراسية ، ليس هذا فقط بل كذلك قامت المنظمة بتوفير وسيلة مواصلات مناسبة من اجل الذهاب الى الجامعة ، على الرغم من ان السيدة نجلاء كانت تعاني بشدة من التوفيق ما بين الدراسة و توفير احتياجات الابناء الا انها تمكنت من التخرج من الجامعة في عام 2013 م ، لم تقف مساعدة منظمة الاغاثة الاسلامية لنجلاء عند هذا الحد.

قامت المنظمة بانشاء محل صغير خاص ببيع المنتجات الخاصة بالبقالة و كذلك المنظفات ، خلال فترة وجيزة تمكنت نجلاء من ادارة هذا المحل الصغير بنجاح لتبني مشروعها الخاص وتتمكن من شراء شقة صغيرة مكونة من ثلاث غرف ، اصبح لنجلاء واسرتها مصدر دخل ثابت ، ليس هذا فقط بل تغيرت حياة نجلاء الى الافضل ، بفضل المشروع الخاص بنجلاء تمكنت من توفير النفقات اللازمة لتزويج ابنها الاكبر محمد ، لتتجه بعدها نجلاء لاداء فريضة الحج ، فقد كانت نجلاء تحلم بزيارة الاراضي المقدسة في يوم من الايام ، كان شعور نجلاء لا يصدق فلم تصدق نفسها بانها واخيرا تمكنت من زيارة بيت الله الحرام الذي كانت تراه فقط من خلال التلفاز.