الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه المتواصل لأوكرانيا في مواجهة روسيا "طالما كان ذلك ضروريا"

نشرت في: 17/01/2023

نص:فرانس24تابِع

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الثلاثاء في كلمة ألقتها على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن أوروبا ستستمر في دعم أوكرانيا "طالما كان ذلك ضروريا" في مواجهة روسيا. وكانت السويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي وصفت الإثنين الضربة التي استهدفت الأحد مبنى سكنيا في دنيبرو شرقي أوكرانيا بـ"جريمة حرب". ونفى الكرملين مسؤوليته عن الضربة، فيما دعت ألمانيا إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة القادة الروس على خلفية الحرب في أوكرانيا.

يؤكد الاتحاد الأوروبي دعمه المتواصل لأوكرانيا، وفق ما جاء على لسان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الثلاثاء، في كلمة ألقتها باجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إذ شدد على أن أوروبا ستستمر في دعم أوكرانيا "طالما كان ذلك ضروريا" في مواجهة روسيا.
وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن "دعمنا الثابت لأوكرانيا لن يتراجع. سواء كان ذلك للمساعدة في استعادة الطاقة والتدفئة وإمدادات المياه أو في التحضير لجهود إعادة الإعمار على المدى البعيد".
وكانت السويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي اعتبرت الإثنين، أن القصف الروسي الذي استهدف نهاية الأسبوع مبنى سكنيا في دنيبرو بشرق أوكرانيا يشكل "جريمة حرب".
بدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإثنين إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة القادة الروس على خلفية غزو أوكرانيا.
وفي خطاب ألقته في لاهاي، دعت بيربوك إلى إنشاء "شكل جديد" من المحكمة من أجل "تقديم القادة الروس إلى العدالة" قد تكون مستندة إلى القانون الأوكراني لكن مقرها في الخارج وتضم قضاة دوليين.
وانتشلت الإثنين، بعد 48 ساعة على الضربة 40 جثة، بحسب أجهزة الطوارئ فيما بلغ عدد الجرحى 75. لكن مصير 29 شخصا ما زال مجهولا مع استمرار عمليات الإنقاذ لمحاولة العثور على ناجين تحت الأنقاض.
وكانت رافعات تعمل الإثنين لتسهيل وصول عمال إنقاذ إلى الشقق المدمرة التي يتعذر الوصول إليها أو لرفع كتل من الإسمنت.
الكرملين ينفي
ونفى الكرملين مسؤوليته عن الضربة. وتحدث الناطق باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف عن "مأساة" قد تكون نجمت عن نيران المضادات الجوية الأوكرانية.
وصدر أول رد فعل للكرملين بعد يومين على الضربة. وقال بيسكوف لصحافيين: "القوات المسلحة الروسية لا تقصف أبنية سكنية ولا منشآت مدنية، تقصف أهدافا عسكرية"، رغم عمليات القصف المتكررة التي طالت عدة أهداف غير عسكرية منذ بدء الغزو في 24 شباط/فبراير 2022.
ولم يتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد إلى هذه الحادثة، لكنه اعتبر أن الحملة العسكرية في أوكرانيا تتبع "ديناميكية إيجابية"، بعد أيام من إعلان موسكو الاستيلاء على مدينة صغيرة في شرق أوكرانيا.
اجتماع بشأن شحنات أسلحة غربية
وحثت أوكرانيا الغرب على تسريع إمدادها بالأسلحة. وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني الثلاثاء إن روسيا شنت أكثر من 70 هجوما صاروخيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضافت أن القوات الروسية قصفت أكثر من 15 منطقة سكنية بالقرب من مدينة باخموت في منطقة دونيتسك بشرق البلاد، بما في ذلك بلدة سوليدار لتعدين الملح، حيث تستعر الاشتباكات بين روسيا وأوكرانيا منذ أسابيع.
ودمر القصف الروسي المتواصل مدينة باخموت بشكل كامل وألحق أضرارا جسيمة بمدينة أفدييفكا في وسط دونيتسك.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مسائي مصور مساء الإثنين إن الهجوم على دنيبرو ومحاولات روسيا لامتلاك اليد العليا في الحرب أبرز حاجة الغرب "لتسريع اتخاذ القرار" في توريد الأسلحة.
وزودت دول الغرب أوكرانيا بإمدادات ثابتة من الأسلحة منذ غزو القوات الروسية لها في 24 فبراير شباط الماضي، لكن زيلينسكي وحكومته يصرون على أنهم بحاجة إلى دبابات.
وأكدت بريطانيا أمس الإثنين أنها سترسل 14 دبابة تشالنجر 2 ومعدات أخرى من بينها مئات المركبات المدرعة وصواريخ دفاع جوي متطورة.
وتتعرض ألمانيا لضغوط لإرسال دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، لكن حكومتها تقول إن هذه الدبابات يجب ألا تُورد إلا إذ اتفق حلفاء كييف الرئيسيون، وخاصة الولايات المتحدة، على ذلك.
ومن المقرر عقد اجتماع بشأن شحنات الأسلحة الغربية إلى كييف في 20 كانون الثاني/يناير في قاعدة رامشتاين الأمريكية في ألمانيا.
وأعلنت كييف أنها بحاجة إلى دبابات ثقيلة ومدرعات خفيفة وأنظمة صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع مضادة للطائرات، لاستعادة جميع الأراضي التي تحتلها موسكو في شرق أوكرانيا وجنوبها.
وأعلنت بريطانيا السبت تسليم أوكرانيا 14 دبابة تشالنجر 2 "في الأسابيع المقبلة"، لتكون أول بلد يسلم كييف دبابات ثقيلة غربية الصنع.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي الإثنين، إنه ينتظر موافقة ألمانيا بسرعة لتزويد أوكرانيا دبابات من نوع "ليوبارد".
وندد الرئيس فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بشحنات الأسلحة الغربية المتزايدة لأوكرانيا.
وقال الكرملين عقب المكالمة الهاتفية بين الزعيمين الروسي والتركي، لقد "أشار فلاديمير بوتين إلى الخط المدمر الذي ينتهجه نظام كييف، والذي يراهن على تكثيف الأعمال العدائية بدعم من رعاة غربيين يعززون إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية" لأوكرانيا.
وبعد انتكاساتها الكثيرة في الخريف، تحاول روسيا استعادة زمام المبادرة بقصف منشآت الطاقة ومضاعفة جهودها في معركة الاستيلاء على مدينة باخموت في شرق البلاد، التي تشهد معارك دامية منذ الصيف.

فرانس24/ أ ف ب