اين نضع صوتنا وسط طوفان الشعارات ؟
بعد انطلاق ماراثون السباق الانتخابي في العراق، لانتخاب أعضاء مجالس المحافظات، أكتضت الشوارع والمحلات وجدران البيوت والساحات ألعامة، بل وحتى الأماكن الترفيهية بالملصقات والشعارات المختلفة... البعض منها مألوف لدى الشارع العراقي، والبعض الاخر غريب وعجيب!!. فمنها يحمل في طياته إبعاد كبرى لدى المواطن، ومنها تعدى المألوف وخرق حتى قرارالمفوضية العليا للانتخابات المعلن من قبلها بعدم رفع أي صورة لرئيس كيان سياسي او صورة رمز ديني.
لكن هناك البعض خرق ذلك، ورمى به عرض الجدار، وكأنما هو فوق القانون!.. جرى ذلك وامام أنظار المفوضية لكنها لم تحرك ساكنا، هل المفوضية ( مستقلة او مستغلة..! )والبعض رفع شعار ألطائفة والقومية، والبعض رفع شعار اسماء لها تاريخ نضالي وجهادي كبير، لكن ارادوا من ورائها كسب اصوات من هنا وهناك.
بين كل هذه الشعارات والدعايات الانتخابية والملصقات ألجدارية واللقاءات الصحفية، لم نسمع ولم نرى احدا طرح مشروعا، او رفع شعار لخدمة المواطن، او بين برنامجه الانتخابي لخدمة ألمحافظة، ونحن نفهم من تلك الانتخابات أنها خدمية وليست سياسية، وأنها تعنى بالدرجة الاولى بخدمة ألمحافظة وأبنائها.
ما نشاهده على شاشات التلفاز من بعض المسؤولين يتكلم عن مشروع لقيادة الدولة بالكامل وتراه يحذر من المد الطائفي من كلا الجانبين ويصور نفسه هو الحامي لهذه ألطائفة او تلك. والبعض استغل ازمة المتظاهرين للترويج لدعايته الانتخابية، من اجل كسب اكثر عدد من الأصوات، كونه صور نفسه لهم بأنه البطل القومي من خلال تظليل عقول السذج.. واسمحولي ان اقول السذج لان الكثير لا يفرق بين الانتخابات الخدمية وبين الانتخابات العامة للبلد.
لقد دخل البلد بالتالي في مسارات وتخندقات واصطفافات حزبية ومذهبية، وكل ذلك من اجل مصالح فئوية وحزبية، لكن بين هذا كله نرى ان هناك بصيص امل يترقى يوما بعد اخر، الى مستوى الحضارة والديمقراطية وحرية الفرد بدون تمييز، وهذا كان ومازال منذ بداية مسيرتهم في المعترك الديمقراطي مما جعل المواطن اليوم يميز بين من يريد خدمة الوطن والمواطن..
ورفع شعار(محافظتي اولا ) لخدمة وبناء ألمحافظة، يدل على صفاء ومصداقية مشروعهم الخدمي، رغم ما يمتلكون من تاريخ كبير وعريق، وانساب طاهرة وشخصيات وأسماء عملاقة، شهد لها العدو قبل الصديق..فلقد الو على أنفسهم الا ان يكون شعارهم (خدمة الشعب بالدرجة الاولى ) ..ولعمري إن على المواطن ان يميز بين من يخدم وبين من يرفع شعارات الأنساب والصور..
وتذكروا الحديث القدسي عن الله تعالى جلت حكمته (آتوني بأعمالكم ولا تأتوني بأنسابكم). وها نحن اليوم اذ نقول اتونا بمشروعكم وعملكم لخدمه محافظتنا ولا تأتوننا بأنسابكم ..