نصائح لتنمية شخصية الطفل
الأطفال يشاهدون ولا يسمعون، يولد الطفل صفحةً بيضاءَ والآباء هم من يخطّون عليها بسلوكهم وكلماتهم وحتى تعاملاتهم، صفات وأخلاقيات أطفالهم؛ سلبيةً كانت أو إيجابية.. أطفال اليوم يصدقّون ما يفعله الآباء وما ينطقون به، وليس ما يُلقى عليهم من الحكم والتوجيهات والأوامر.. البيئة هي ما تحدد شخصية الطفل.. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي، أستاذة طب النفس ومحاضِرة التنمية البشرية، تضع عدداً من النصائح لتنمية شخصية الطفل.
تنمية شخصية الطفل، تبدأ منذ الصِغر
كل طفل يولد.. لديه شخصية فريدة من نوعها
- الطبيعي أن كل طفل يولد ولديه شخصية فريدة من نوعها، وتأتي البيئة المحيطة التي ينمو فيها الطفل؛ لتلعب دوراً رئيسياً في تشكيل هذه الشخصية.
- وبطبيعة الحال، الآباء والمعلمون بالحضانة أو المدرسة، يتحملون مسؤولية تطوير سمات شخصية الطفل، وتهيئته كشاب قوي وواثق.
- بعضٌ من أولياء الأمور لازالوا يعتقدون أن إلقاء المحاضرات على أطفالهم حول ما يجب عليهم فعله وما لا يفعلونه، هو أفضل طريقة لتنمية شخصيتهم.
- ولا يعلمون أن طفل اليوم.. لا يلتقط القيم والأخلاقيات التي ينبغي السير على هديها، من محاضرات الآباء المستمرة، والأفضل أن تتضح خلال الأعمال اليومية الصغيرة.. مما يُمدهم بالتنشئة الواثقة.. والسمات الإيجابية بمهارة.
نصائح لتنمية شخصية الطفل
تنمية شخصية الطفل، عملية تأخذ وقتاً طويلاً
- والتي تتلخص في: الابتعاد عن الوصف والوسم، الاستماع الجيد، مقابلة النواقص باللطف، الامتناع عن المقارنة، نموذج السلوك الصحيح، ترك الأطفال يلعبون، وجوب الحد من قضاء الوقت أمام الشاشة.
- شخصية الطفل لا تقتصر على المظهر والعناية بالصحة- ليست سوى جانب واحد- فهناك نظرة الطفل نحو الحياة، والمعرفة، والمهارات الاجتماعية، ومهارات التعامل مع الآخرين.
- والمعروف أن تنمية الشخصية عملية تأخذ وقتاً طويلاً، وقد تواجه بعض الانتكاسات المؤقتة؛ لهذا فهي تحتاج لبذل جهد متواصل لغرس القيم والسلوك، والمواقف الإيجابية.. لتأتي بثمارها.
1- أولى النصائح: لا تصنّفوا أطفالكم
- خطأ تربوي كبير، أن تصنّفوا أطفالكم، أن يسمي الآباءُ طفلهم بسلوك محدد يقوم به دوماً، والأكثر سوءاً، أن يكون هذا السلوك سلبياً أو غير مقبول اجتماعياً، مثل: الكذب، أو السرقة أو تناول الطعام بشراهة.. وهكذا.. لا تضعه في هذه الخانة وحدها وتغلق الباب عليه.
- ما يتسبب- نفسيا- في إغلاق خيارات الطفل أمام محاولات تصحيح نفسه.. وكذلك سيقوم باستسهال تكرار الصفة والمداومة على فعلها، وعدم التفكير في تغييرها أو التخلص منها.. اعتماداً على معرفة ويقين الآباء من وجودها.
2- استمعوا لأطفالكم، وعيشوا معهم السعادة
عيشوا مع أطفالكم لحظات الحب والمرح والسعادة.. فيتفهموا معناها
- يعشق الأطفال اهتمام ورعاية الآباء لهم طوال الوقت، ومع نموّهم يصبحون أكثر استقلالية، وفي مرحلة ما قبل المدرسة- مثلاً- يميل الأطفال الصغار إلى التعبير عن أنفسهم بشكل أكبر من خلال التحدث؛ خاصةً خلال الفترة التي تتطور فيها مهاراتهم اللغوية.
- ودور الآباء إعطاء الوقت لسماع قصص أطفالهم؛ لجعلهم يشعرون بالثقة والأمان؛ مما يمهّد لهم الطريق ليكونوا مستمعين جيدين للآخرين، ويجعلهم أكثر ثقة بذاتهم أيضاً.
- عيشوا مع أطفالكم لحظات الحب والسعادة.. فيتفهموا معناها، اضحك وابتسم وكن مطمئناً ومنشرحاً بصحبتهم؛ فتزداد ثقتهم بأنفسهم.. وينمو إحساسهم بقيمتهم.
3- كن لطيفاً رفيقاً بعيوبهم
- يحلُم معظم الآباء بأن يتفوق أطفالهم في كل ما يفعلونه، وإذا أخفق الطفل مع توقعاتهم؛ فإنهم يعبّرون عن خيبة أملهم، من خلال اتهامهم بعدم الكفاءة.. وربما الإهمال وعدم التركيز.
- ولهذا على الآباء أن يدركوا أن كل طفل لديه قدرة فريدة، وعليهم تشجيعه، وتقديم المساعدة له بشكل لطيف؛ لتحسين أوجه القصور والضعف لدى الطفل، من دون التقليل من ثقته في نفسه.. كن رفيقاً بهم؛ فهم لا يقصدون الإخفاق ولا يتعمدونه.
4- احترم صفات طفلك، وامتنع عن المقارنة
احترم ما يتمتع به طفلك من صفات
- إن مقارنة طفلك بالأصدقاء والأقارب والجيران الآخرين، يمكن أن يُحدث الكثير من الضرر لشخصية الطفل؛ حيث تقوم المقارنة المستمرة للطفل بشخص ما، بإرسال رسالة إلى الطفل تخبره بأنه ليس جيداً بما فيه الكفاية.
- وهنا يصاب الأطفال بالارتباك بشأن ما هم عليه بالفعل، ويبدأون في تقليد الآخرينح لذلك نوصي الآباء باحترام ما يتمتع به طفلهم من صفات.. حتى وإن كانت قليلة وغير مميزة؛ مما يعمل على بناء ثقتهم وتحقيق أفضل النتائج.
5- كن نموذجاً للسلوك الصحيح
- يتعلم الأطفال مما يشاهدونه، أكثر من الذي يسمعونه؛ لذلك فإن ما تقوم به فعلياً، وما تنفّذه عملياً، سيترك انطباعاً أقوى دائماً؛ بدءاً من الأشياء الصغيرة مثل: إعادة ترتيب الكتب على الرف، إلى أن تكون مهذباً مع الضيوف.
- إذ يتبع الأطفال ما تفعله، وينظرون لك كأب قدوة ونموذج يُحتذى في السلوك الصحيح؛ فإذا كان هناك أيّ نفاق أو خلاف في سلوكك، انتبه: الأطفال لديهم قرون استشعار؛ لذلك من المهم جداً ممارسة ما تدعوهم إليه.
6- دعهم يلعبوا ويُفرغوا طاقاتهم
ممارسة الرياضة، خير معلم للقيم والتعاملات اللائقة
- لا شيء يمكن أن يعلّم القيم والتعاملات اللائقة مثل المشاركة والرعاية وروح الفريق والمرونة، والتي تتمثل في ممارسة الرياضة، والتي تعَد أفضل الأنشطة لتنمية الشخصية للأطفال.
- في الوقت الذي نجد كثيراً من الآباء اليوم يمنعون أطفالهم من اللعب وممارسة أيّة رياضة، والحقيقة العلمية والتربوية تؤكد أن الحصول على صحة جسدية وعقلية شاملة لطفلك، تكون بإشراكهم في أيّة رياضة.
- من أجمل الأمور أن يستريح الأطفال- بالرياضة- من ضغوط الأكاديميين بالمدرسة.. ويظلوا مبتهجين، مستنفدين طاقاتهم الزائدة.. وهذا يجعلهم أكثر هدوءاً واسترخاء وراحة جسدية ونفسية.
7- شاركيهم اللعب؛ للحَدّ من وقت الجلوس أمام الشاشة
شاركي طفلك اللعب
- الأدوات التكنولوجية.. هي مشكلة أطفال العصر الجديد، التي يكافحها العديد من الآباء؛ خاصة بعد أن أكدت الدراسات على أن ممارسة هذه الألعاب تؤدي إلى الإدمان وتقليل وقت التفاعل الاجتماعي.
- لهذا على الآباء قضاء مزيدٍ من الوقت مع أطفالهم في ممارسة بعض الألعاب والسفر؛ لتحويل فكرهم ووقتهم عن الأدوات، وإعطائهم تجربة حقيقية للأشياء المحيطة بهم، وتعليمهم تقييم محيطهم والأشخاص، أكثر من الأشياء الافتراضية التي يرونها.
8- تشجيع الاستقلال
علّم طفلك إدارة مسؤولياته البسيطة
- عادة ما يحرص بعض الآباء على مساعدة أطفالهم الصغار في جميع أعمالهم، إلى حد أنهم يتوقفون عن تشجيع أيّ نموّ فردي أو استقلال؛ معتقدين أنه من ألوان الاهتمام والرعاية.
- وينسون أن عليهم تعليم الأطفال إدارة مسؤولياتهم البسيطة ببطء، مثل: تعبئة حقيبتهم في المدرسة، أو تفريش أسنانهم، أو أداء واجباتهم المدرسية، هيا قم بتشجيع طفلك على القيام بذلك بشكل مستقل، مع الحد الأدنى من الإشراف.