أضرار محاسبة الطفل طيلة الوقت

تقوم بعض الأمهات بخطأ فادح أثناء تربية أطفالهن وتقويم سلوكهم حيث أن الأم تقوم بمحاسبة الطفل على الأخطاء التي يقوم بها وبالتالي فهي لا تترك له الفرصة لكي يتعلم، ولا تترك له الفرصة لكي يبني شخصيته إضافة لأضرار ومساوئ أخرى لا تدرك الأمهات أنهن يقعن بها عندما لا يتوقفن عن محاسبة أطفالهن، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية شذا عناب، حيث أشارت لهذه الأخطاء والأضرار كالآتي:
أهمية اقتراف الطفل للأخطاء

دعيه يخطيء ويصيب

  • يجب على الأم أن تعرف أن الطفل حين يعيش في بيئة أسرية خالية من الخوف تجعله يتصالح مع نفسه فهو لا يشعر بأنه مهدد وبالتالي يتمتع بطفولته الناصعة البياض.
  • فالطفل الذي يخطئ ويصيب فهو يعيش لحظته من السعادة والرضا وفي نفس الوقت فهو ينطلق بقوة و ثقة لكي ينمو ويتطور من كل النواحي.
  • كما أن الطفل حين يبدأ في مرحلة تجريب أشياء جديدة فمن الطبيعي أن يتعثر وينهض سريعاً وهو يضحك بعكس الكبار الذين يشعرون بالحزن والغضب.

عوامل الخطر من المحاسبة الزائدة للطفل

لا تحولي طفلك لشخص مهدد

  • عندما تضع الأم طفلها تحت المجهر طيلة الوقت وتحاسبه على كل صغيرة وكبيرة فهي بذلك تقوم بارتكاب أكبر الأخطاء في حق الطفل حيث أن الدقة الشديدة في محاسبة الأطفال له أثر سلبي على نظرتهم تجاه أنفسهم ويبدأ الطفل بالشعور بانه لا يقوم بعمل نافع أو مفيد فتنحصر نظرته إلى نفسه بالسلبية باستمرار.
  • وعندما تراقب الأم طفلها وتحاسبه باستمرار فهي ربما تقوّم سلوكاً خاطئاً يقوم به الطفل ولكنها تحطم شخصية الطفل مقابل ذلك.
  • فيجب أن تعرف الأم أن استخدام معايير وقوانين الشخص البالغ في محاسبة طفل ليس لديه أي خبرة أو تجربة سابقة في الحياة يعد خطأ وقسوة في حق الطفل.
  • فمن الخطأ أن نربي الطفل على أساس أنه شخص لا يخطئ فالطفل بطبعه يحب ان يختبر ويجرب، وحين نقرر أن نحاسب ونلاحق الطفل على كل خطوة يقوم بها فنحن نقع في خطأ هام وفادح ضمن خطوط تربيته العريضة.
  • فالطفل الذي يحاسب باستمرار يصبح شخصاً متملصاً من المسئوليات ويصاب بالسلبية ويتصف بها؛ لأنه يخاف أن يفعل أي تصرف قد لا يرضي الكبار.

حلول عائلية جماعية بديلة للمحاسبة الدائمة

خصصي اجتماعا للتقويم الجماعي بدلا من اللوم الفردي

  • يمكن أن تستخدم الأم الاجتماع العائلي لتقويم سلوكيات الأطفال الخاطئة دون اللجوء إلى الطريقة الخاطئة وهي المحاسبة والملاحقة على الدوام وطيلة الوقت والذي من شأنه أن يؤدي لأمراض نفسية وندوباً لا تشفى لدى الطفل.
  • فالأسرة المتماسكة المتحابة والمترابطة والتي تحرص على اللقاءات بحيث تخصص يوماً كل أسبوع لمدة ساعة ولقاء لمدة عشر دقائق كل يوم بحيث تقوم سلوكيات بعضها البعض وتضع خطة لتنظيم الحياة داخل البيت هي أسرة سليمة نفسياً واجتماعياً.
  • من الممكن أن تبداً اللقاءات العائلية من سن الرابعة للطفل وهي تساعده على كسر حواجز المخاوف لديه من مشاركة أهله في المشاكل التي تواجهه أو الأخطاء التي يقوم بها ويعتقد أنه على صواب.
  • من الممكن أن يتضمن الاجتماع العائلي ألعاباً جماعية وحكاية أسرار والبوح بكل صراحة وثقة والاعتراف بأخطاء تم الوقوع بها دون أن تتخذها الأم وسيلة وفرصة للعقاب، بل هي مساحة للتفريغ النفسي.
  • يجب التأكيد على اللقاء الأسري دون وجود هواتف ذكية بحيث لا ينشغل أفراد الأسرة إلا ببعضهم البعض.