العائدون من الحب
تمهل.
دع في قلبك ما علق من فتات روحي،
ورعشتك التي ما زالت تسكن انحناءات جسدي اليتيم.
هبني فرصة للحياة..
لعلي انبت من جديد كفطر ِحائر خلف ظلك،
أرحني.
وأقطف بمنجلك رأسي المثقل بك
أو..
فلتتقدم نحوي كطفلٍ..
يقتلهُ الفضول،
تحت عطر الفُوذَنَج
تمهل.
أو فارحل بعيدًا..
خلف أفق المستحيل
كي أراك جيدًا، فلا أعود أراك.
فأنازع نفسي فيك مرة أخرى
واودعك فيّ.. للمرة التي لا أذكر رقمها
. . ما بعد، بعد الأخيرة
تمهل.
ففي الوداع حكايات خالدة ،
لا تختلف كثيرا عن حكايات اللقاء،
غير أنها تجهل طريق العودة
وفلسفة الحلول والحياة
ضحكاتنا الصاخبة صارت يتيمة النبرة
وذكرياتنا ما زالت
تَنشقُ عند بوابة كل مساء
كغيوم ٍ ثقيلة الحمولة،
عشوائية الهطول والمنحنيات
ما زلنا تائهين كعصفورين
نبحث عن غصنٍ طري اللون،
يقوى على حملِ بعض المستحيل
لنزهر هناك معا ثمرة مدهشة بطعم الصدفة...
ما زلنا نسأل الوعود عن
وطن لا يشترط للجوء انقطاعَ النفس
و لا يشترط على التيه نهاياته المؤلمة،
لعل عصر الجليد قد أطل
لتتلاشى فوق انهاري المتجمدة
أم الخرائط
فأسيلَ مزدحما
كعاصفة ٍثلجيةٍ لا محطة لها .. ولا رصيف
و سأقنع الحطب ، بأن يحترق ليمنحنا الدِفء
كما أقنعت الشموع قبله بأن تحرق أجسادها
لتمنحنا النور
وكطفلٍ كنت وما أزال..
جمعت عن صمت العبارة أجمل الفراشات،
همست لها بالرحيق..
ثم أعدتها للفضاء بأجنحة ٍلا تحترق
ما زلتُ
امرر أصابعي بخفة ٍفوقَ جدائل الماضي،
أضحكُ لي..قبل غيابي،
وارتدي الربيع ربطة عنقٍ انيقة
فاتحا ذراعيّ لصبيّة حسناء تتبسم بخجلٍ،
لعطرِ سجائري الملوث
لكنها تعشق الانعتاق.. والاختناق
فنحلقُ معا بعيدا،
بعيدا...
بما يضمن
أن لا تُطاردنا غصة الأمنيات
لتبقى قصص الهوى معلقة
على جدار الحلم
كما دهشة الموت،
كما ابتسامة الحياة
.
.
.
25-10-2021, 09:34 pm