متاهات البراءة!
على امتدادِ برّ الحكاية
وحيدا..
كزهرة البنفسج!
أنبتُ
فوقَ تربةٍ أنتمي إليها
رغم أنها تنبُذني
تلهو بيَ الرياح..
على جوانب الطرقات
أدلكُ ثديَ البياض،
ليندفعَ لبنُ المعرفةِ..
من صدر أمي
أمي..
تلك الفاتنة.. تشبهني!
رضعتُ منها..
حتى جفَّت مدامعي.
فكبرت..
دفعةً واحدة
فصار حرفي راشدا
مكتملَ الحزن والمعرفة.
يا برَّ الحكايةِ اليتيمة،
يا رملَها المبلل..
اتركني..
أكملُ رحلتي المجهولةَ،
رحلة الخلودِ القصيرة.
وَأَلْقِنِي في مهبِّ الظلام ،
زجاجةً تحملُ في جوفها
حكايات كل العاشقين.
أَوَكُلَّمَا نما لي أمل
أصابتني سهام..!
فأغدو ورقةً ممزقة
مخضبةً بالذنوب!
أعود..
لمساراتِ الخطيئة،
أقترنُ بها بلا نهاية
قمراً
مكتملَ الحيرة!
أقلبُ في عناوين السماء
عن فصلٍ يشبهُني
عن بدايةٍ...
تشبهُ نجمةَ أبي
أبي..
الذي لا أعرفُه!
أفتشُ في أَحداقِ الشمس
عن بصمةِ صوت ٍ
كدَندنةِ أمي
عن ترنيمةٍ..
لَطالما جَعلتْني
أغوصُ مطمئنا
في جوفِ الظلام
ممسكا يدَ أمي الطويلة
فأغفو لمرةٍ ثانية
منتظرا..
صافرةَ رحلتي
رحلةَ النورِ الأخيرة.
أنا ابنُ الحكايا القصيرة
أنا الشّقيُّ
المسافرُ فوق دروبِ كلِّ العابرين
وخلفَ خيالاتِها الباكية
أنا الشّقيُّ
الذي تلقتني
أحضانُ الأرصفةِ الخجولة
بعيداً..
نحوَ برِّ الأمان
أنا اللقيط
الباحث عن أمه
في كل الخطوطِ الفاصلة
بين صفحات الأثداء
أمي..
التي تكبرني عشقا
تلك العالقة...
ما بين حاءٍ وباء.
.
.م