إننا لعائدون..!

لم ألتقِ وطني يوما ً!

لكني ترعرعت على صوته
كم مرة غَفَوْت فوق صدره
صدره المخضب..
بحكايات الياسمين
حكايات جدي الحزينة!

لم ألتقِ وطني يوما ً..
لكني أحفظ ملامحه جيدا ً
في غصة أبي..
أمام دمعة تحت وميض مدفع

دموع بلا صوت
لم تعترف بها صرخة الألوان!

أحفظ ملامحه جيدا..
من وحي ابتسامة شهيد
علقت عاليا كالحلم،
كالفجر..
أمام كوّة في صفيح العمر
مكتوب اسفلها على عجالة
بخط الحب..:
(إننا لعائدون!)

لم ألتقِ وطني يوما ً
ولكني وجدته منقوشا في السماء
كخبر عاجل!

فوق كل غيمة شاردة
في حبات التراب المبعثرة..
وعلى حدود كل وطن!

لم التقِ وطني يوما ً
لكني قابلت أطفالا بعمر الزيتون
يلقون في وجه المغتصب..
حجرا،
ذاكرة تسكنها الأشلاء،
ابتسامة منتصر..
تعذر لها الربيع متحججا بتأخر الفجر!

لم التقِ وطني يوما ً
.
.
فما زال موجودا في مخيلتي
بما لا تتسع له رقعة الحلم!



م