من أهل الدار
تاريخ التسجيل: May-2017
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,422 المواضيع: 195
آخر نشاط: منذ 2 أسابيع
وزارة التجارة الجزائرية تطلق حملة وطنية لمصادرة المنتجات التي تحمل ألوان قوس قزح
وزارة التجارة الجزائرية تطلق حملة وطنية لمصادرة المنتجات التي تحمل ألوان قوس قزح
نشرت في: 09/01/2023
نص:فرانس24تابِع
أطلقت وزارة التجارة الجزائرية بداية شهر يناير/كانون الثاني الجاري حملة لمصادرة المنتجات التي تحمل ألوان قوس قزح بالمحلات وعلى منصات البيع الإلكترونية لمساسها "بالعقيدة الدينية والقيم الأخلاقية للمجتمع الجزائري" حسب ما جاء على لسان وزير التجارة كمال رزيق. ومن دون تسمية المثليين الذين ترمز هذه الألوان إلى مجتمعهم، أعلن رزيق مشاركة هيئات وقطاعات عدة في هذه الحملة بينها مصالح من وزارة الشؤون الدينية. ويعاقب قانون الجنايات الجزائري، المثلية بالحبس من شهرين إلى سنتين. فيما تباينت ردود الفعل لدى الجزائريين اتجاه هذه الخطوة بين من اعتبرها خدعة لصرف النظر عن المشاكل الحقيقية التي يعيشها المواطن، فيما رحب آخرون بها ودعوا إلى معاقبة التجار الذين يستوردون مثل هذه البضائع.
أطلقت وزارة التجارة الجزائرية منذ الثالث من شهر يناير/كانون الثاني 2023 حملة وطنية لمحاربة المنتجات التي تحمل ألوان قوس قزح التي ترمز إلى مثليي الجنس.
وقال وزير التجارة كمال رزيق في ندوة صحفية عقدها بالجزائر العاصمة في بداية شهر يناير/كانون الثاني الجاري "مصالح وزارة التجارة أطلقت حملة توعية لمحاربة انتشار المنتجات التي تحمل رموز وألوان تمس بالعقيدة الدينية والقيم الأخلاقية للمجتمع الجزائري وبالمصالح المعنوية للمستهلك". لكنه لم يذكر بشكل علني كلمة المثليين.
وأضاف: "أطلقنا عملية رقابة بالتعاون مع مصالح الأمن والدرك الوطني لمنع بيع هذه المنتجات وسحبها من مسار التسويق ومنصات البيع الإلكترونية".
وهذه الخطوة هي الأولى من نوعها في بلد مثل الجزائر يمنع فيه تأسيس أية منظمة أو جمعية تمثل مثليي الجنس. ويعاقب قانون الجنايات (المادة 338) "كل من ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي على شخص من نفس جنسه بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة من 500 إلى 2000 دينار (حوالي 100 يورو). وإذا كان أحد الجناة قاصرا لم يكمل الثامنة عشرة، فيجوز حسب نفس المادة أن تزاد عقوبة البالغ إلى الحبس لمدة ثلاث سنوات وإلى غرامة 10000 دينار".
إثارة الجدل لصرف النظر عن المشاكل الحقيقية للجزائريين
وفي تصريح لفرانس24، اعتبر الصحافي ومتتبع الشؤون الجزائرية علي بوخلاف أن هدف قرار وزارة التجارة هو "صرف نظر الجزائريين عن مشاكلهم اليومية الحقيقية، كمشاكل البطالة وارتفاع الأسعار وندرة بعض المواد الأولية وغياب الأفق".
وتساءل: "هل من المعقول أن نهتم بمثل هذا الموضوع في حين هناك مشاكل أكثر أهمية تواجه المواطنين الجزائريين، كانعدام النظافة في المتاجر والمطاعم وغياب المقاييس الدولية في صناعة وتسويق المنتجات المحلية".
واستطرد: "في الحقيقة لا توجد جمعيات لمثليي الجنس في الجزائر لأنها أصلا ممنوعة. لكن رغم هذا، وزير التجارة كمال رزيق، الذي ينتمي إلى التيار الإسلامي يحب دائما إثارة النقاش في المجتمع مستغلا بذلك الجدل الذي رافق كأس العالم في قطر بشأن المثليين".
وليست المرة الأولى التي تستهدف السلطات الجزائرية المنتجات التي تحمل ألوان قوس قزح حيث سحبت في صيف 2022 أكثر من 38 ألف منتج من الأسواق، بما في ذلك لوازم مدرسية وألعاب للأطفال الصغار وأكثر من أربعة آلاف نسخة من القرآن حسب ما تناقلته وسائل إعلام جزائرية.
ونشرت جريدة "النهار" المقربة من السلطات الجزائرية شهر تموز/ يوليو 2022 أن مصالح الأمن والدرك الوطني "حجزت عددا كبيرا من كتب القرآن تحمل ألوان المثليين في ولاية الوادي" جنوب شرق الجزائر العاصمة.
وتابعت نفس اليومية أن الجهات الأمنية قامت بفتح تحقيقات حول وصول هذه الكتب للمكتبات ومن المسؤول حول انتشارها والأهداف من ورائها لغزوها المنازل والمساجد.
ودعا رزيق مرارا خلال تصريحاته الإعلامية إلى "وقف مثل هذه المنتجات في الأسواق لأنها تتضمن رسائل تؤثر على الأجيال الناشئة"، معتبرا أن "حماية المستهلكين هو من واجب كل مستهلك أولا والمتعاملين الاقتصاديين الذين يستوردون تلك المواد".
وخاطب رزيق الجزائريين قائلا: "حافظوا على عائلاتكم. احذروا على أنفسكم من المنتجات التي تحتوي على الألوان المعادية للإسلام ولقيمنا الأخلاقية".
شكرا رزيق الذي يريد "أسلمة" التجارة الجزائرية بسبب "عدم كفاءاته"
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، استغرب العديد من الجزائريين من القرار الذي اتخذته وزارة التجارة الجزائرية. وكتب قاسي تانسوت على صفحته على فيس بوك مازحا: "انتهت الألوان. انتهى قوس قزح".
أما المنتجة السينمائية صوفيا جمة، فلقد صرحت لأسبوعية "جون أفريك" "وماذا سيفعل رزيق في يوم ممطر ومشمس في آن واحد يظهر فيه قوس قزح في السماء؟".
وأنهت: "هذا تخلف وتقهقر وظلام وانغلاق على الذات. كل يوم يمر تهان الجزائر بمثل هذه القرارات. شكرا رزيق الذي يريد "أسلمة" التجارة الجزائرية بسبب عدم كفاءاته".
وكتب المغرد رجاوي (اسم مستعار) على حسابه على تويتر: "لم يبق للشرطة إلا أن محاربة الألوان. أين هم قطاع الطرق والمجرمون؟. لقد انقرضوا من البلاد. على الأقل راقبوا حركة الطرقات من الحوادث المميتة".
أما عائشة فلقد كتبت "للأسف يوجد جزائريون خاصة من الخارج ينتقدون الأمر ويستهزؤون به يبدو أن ما يحدث من جنون وشذوذ عن الفطرة في البلدان التي يعيشون فيها أعجبهم ويريدون أن يروها عندنا".
وأنهى مغرد آخر اسمه خيرو: "يجب على الدولة محاربة المثليين الحقيقيين وليست الألوان. القنوات راهي تعرض فيهم في على الشاشة وراهم يغنوا في الحفلات ويتواجدون في كل مكان يجب عمل قانون يجرم الشواذ".
فرانس24