«جذع النخلة» و«الميناء».. ملعبان يدخلان التاريخ

من بين ملاعب رياضية عدة بالعراق سيكون ملعبا البصرة «جذع النخلة»، و«الميناء» الأولمبي على موعد مع التاريخ باستضافتهما لمباريات النسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس الخليج «خليجي 25» للمنتخبات، بعد أن استوفيا المعايير المطلوبة كافة وتم تجهيزهما بأحدث الأجهزة بما في ذلك أجهزة تقنية الفيديو «الفار» واللوحات الإعلانية وتسلمهما اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم، والذي أعلن رسمياً موافقته على استضافة الملعبين لمباريات البطولة، وسيحتضن ملعب البصرة مباراتي الافتتاح والنهائي، كما سيظهر ملعب الميناء لأول مرة في مباريات بطولة الخليج بعد افتتاحه رسمياً بشكله الجديد، وفيما يلي لمحة عن الملعبين اللذين يشكلان إضافة مهمة للملاعب الرياضية بالعراق.
يعد ملعب البصرة الذي يعرف باسم «جذع النخلة» تحفة معمارية تم تشييده برمزية خاصة وهو واحد من ضمن أكبر عشرة ملاعب بالوطن العربي إذ يتسع لأكثر من 65 ألف متفرج بتصميم معماري رائع، استوحى تصميمه من جذع شجرة النخلة التي تشتهر بزراعتها مدينة البصرة، وبه ملعب ثانٍ يتسع لـ10 آلاف متفرج وأربعة ملاعب تدريب بسعة 400 متفرج لكل ملعب، بالإضافة لمسبح بقياسات أولمبية يتسع لعشرة آلاف متفرج.
الملعب الرئيس
ويعد ملعب «جذع النخلة» هو الملعب الرئيس للمدينة الرياضية بالبصرة والتي تم تشييدها بواسطة شركة عراقية بالاتفاق مع شركتين أمريكيتين على مساحة «580 دونم» بتكلفة قدرت بـ550 مليون دولار، واستغرق بناؤه 4 أعوام حيث بدأ العمل به في 2009 وتم افتتاحه رسمياً 2013 بكرنفال تاريخي حيث أقيمت عليه مباراتان استعراضيتان، جمعت الأولى الزوراء العراقي والزمالك المصري، فيما أقيمت الثانية بين الميناء العراقي والعهد اللبناني.
8
تضم المدينة الرياضية بالبصرة والتي يقع في محيطها ملعب «جذع النخلة» 8 مجمعات سكنية خصصت لإسكان الزوار من المنتخبات والفرق الرياضية تحتوي كل منها على 16 شقة، فضلاً عن فندقين 5 نجوم وملعب بولو، وبرج يرتفع لنحو 150 متراً، ودار استراحة تستقبل كبار الضيوف ومنشآت خدمية أخرى، وأقيمت بهذا المشروع الضخم قرية للشباب ومستشفى للطب الرياضي، وملاعب تنس ومجمعات تجارية أخرى، كما تحتوي مواقف سيارات تتسع لـ10 آلاف سيارة، إلى جانب بحيرة اصطناعية حول ملعب جذع النخلة على شكل خريطة العراق، وبها 18 بوابة خارجية تحمل كل واحدة منها اسم محافظة عراقية.
الأكبر
ويعتبر ملعب «جذع النخلة» أكبر الملاعب العراقية من حيث سعته في استيعاب الجمهور ولذلك تلعب عليه المباريات المصيرية والحاسمة لمنتخب «أسود الرافدين» كونه يحوي مرافق متعددة تسمح باستضافة بطولات وأحداث رياضية دولية، وسيشهد الملعب والذي يعتبر من المعالم الرياضية البارزة بالعراق مباريات المجموعة الأولى التي تضم منتخبات العراق والسعودية وعمان واليمن، وتقام عليه 9 مباريات منها مباراة الافتتاح التي تجمع منتخبي العراق المستضيف وعمان، وتعقبها المباراة الثانية في نفس اليوم على ذات الملعب بين السعودية واليمن، بالإضافة لمباراة واحدة من مباريات المجموعة الثانية، وتجمع منتخبي البحرين والكويت، لحساب الجولة الثالثة، فضلاً عن استضافته لمباراتي نصف النهائي، والمباراة الختامية، ولن يكون هذا الملعب غريباً على منتخبات السعودية والكويت وقطر والتي سبق وأن خاضت مباريات ودية مع المنتخب العراقي عليه.
حفل افتتاح
على جانب آخر، سعد الشارع الرياضي العراقي بإنجاز العمل في ملعب آخر يضاف إلى قائمة الملاعب الكبيرة والتي تمثل إضافة مهمة لمعالم الرياضة العراقية، وهو ملعب الميناء الأولمبي الذي يتسع لـ30000 متفرج ويعد علامة فارقة وإضافة مهمة للبنية التحتية للرياضة العراقية، تم إنشاؤه في 2012 وتجديده في 2022 وأعيد افتتاحه رسمياً في 26 ديسمبر الماضي بتكلفة 86 مليون دولار أمريكي، وهو تحفة معمارية وستكون مباريات «خليجي 25» أولى البطولات التي سيحتضنها الملعب بعد عودته للخدمة رسمياً، كما شهد حفل افتتاحه مباراة كرنفالية جمعت بين الميناء العراقي والكويت الكويتي وانتهت بفوز الأخير، كما استضاف مباراة ودية بين منتخبي العراق والكويت.
دلالة التصميم
تم تصميم الملعب على شكل أمواج بحرية، بينما صمم هيكله الخليجي ليحاكي سارية السفينة والأشرعة بعدد 48 شراعاً في دلالة على النمط التجاري البحري لثاني أكبر المدن العراقية، ويقع ملعب الميناء في منطقة المعقل بمحافظة البصرة ويشتمل على 6 بوابات منها 3 للجمهور منها بوابة رئيسة وبوابتان فرعيتان، وهناك أيضاً بوابتا كبار الشخصيات، بالإضافة لبوابة دخول الجماهير وبه ملعبان للتدريب ملحقان به سعة كل منهما 400 متفرج، ويستضيف مباريات فريق نادي الميناء الرياضي ويضم بالإضافة لملعب كرة القدم مباني الإدارة وصالات مغلقة للألعاب الأخرى.
عمل جبار
قامت محافظة البصرة بعمل جبار لتجهيز ملعب الميناء الأولمبي وإبراز المنطقة المحيطة به ليدخل الخدمة ويستقبل الجمهور، بعد أن أجريت عليه إصلاحات وتغييرات وإضافات على جميع الصعد من أرضية ومضمار وسقف الملعب قبل أن يتم الإعلان رسمياً عن جهوزية الملعب لاستضافة مباريات بطولة، حيث ستقام عليه مباريات المجموعة الثانية التي تضم البحرين والكويت وقطر والإمارات وستلعب أولى مباريات البطولة عليه بين الإمارات والبحرين، تعقبها المباراة الثانية في نفس اليوم بين الكويت وقطر، وأكد بيان لوزارة الشباب والرياضة العراقية بمناسبة افتتاح ملعب الميناء الأولمبي، أن الصرح الرياضي المهم علامة فارقة وإضافة مهمة للملاعب في العراق عموماً وفي البصرة خصوصاً.
شهدت مراحل إنشاء مشروع ملعب الميناء الأولمبي المختلفة معوقات وعقبات عدة ما قاد لتأخير إنجازه، فحسب تقارير إخبارية بدأ العمل بهذا المشروع في 2012 بإزالة الملعب القديم، غير أن الظروف الأمنية غير المستقرة الذي شهدها العراق أدت لوقف العمل بقرار من الحكومة آنذاك، قبل أن يستأنف العمل به في 2019، ومن ثم عادت الظروف لإيقافه شهوراً عدة وهذه المرة بسبب جائحة كورونا، وأخيراً تم إنجاز المشروع وافتتح الملعب رسمياً في أواخر العام المنصرم.