تخفيف "كأنَّ" وعملها

وخففت كأن أيضا فنوي ... منصوبها وثابتا أيضا روي
"وَخُفِّفَتْ كَأَنْ أيْضا" حملا على أن المفتوحة "فَنُوِي مَنْصُوبُهَا" وهو ضمير الشأن كثيرا "وَثَابِتا أيْضا رُوِي" وهو غير ضمير الشأن قليلا كمنصوب "أن"، فمن الأول قوله "من الهزج":
وَصَدْرٍ مُشْرِقِ الْنَّحْرِ ... كَأَنْ ثَدْيَاهُ حُقَّانِ
وقوله "من الطويل":
وَيَوْما تُوَافِينَا بِوَجْهِ مُقسَّمٍ ... كَأَنْ ظَبْيَةٌ تَعْطُو إلَى وَارَقِ السَّلَم
على رواية من رفع فيهما، وعلى رواية النصب هما من الثاني، وقد عرفت أنه لا يلزم في خبرها عند حذف الاسم أن يكون جملة، كما في "أن"، بل يجوز جملة في البيت الأول، وأن يكون مفردا كما في الثاني.
تنبيه: إذا كان خبر "كأن" المخففة جملة اسمية لم يحتج إلى فاصل، كما في البيت
الأول، وإن كانت فعلية فصلت بـ"قد" أو "لم" نحو: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ}، وكقوله "من الخفيف":
لاَ يَهُولَنَّكَ اصطِلاَءُ لظَى الحَرْ ... بِ فَمَحْذُورُهَا كَأَن قَدْ أَلمَّا
4- "تخفيف "لعل" و"لكن":
خاتمة: لا يجوز تخفيف "لعلَّ" على اختلاف لغاتها، وأما "لكن" فتخفف فتهمل وجوبًا، وأجاز يونس والأخفش إعمالها حينئذٍ قياسًا، وحكي عن يونس أنه حكاه عن العرب، والله أعلم.