"نضج الحياة"
البعض ظَنَّ بأنهُ في كونِهِ
قد نال من نضج الحياة كثيرا
قد بات يكتب عن دروس حياتهِ
يروي خرافاتٍ من التفسيرا
ظناً بأنَّ الحِبر محض سوائلٍ
خلقت لتكتب للدجى تبريرا
لا لم يكُن يدري عن الدنيا سوى
دنياه لا حكما ولادستورا
فيقول أن عظامهُ قد أتِلفت
فأقول: إن السوط كان قصيرا
ويقول أن العلم كان غمامةً
فأقول: إن الورد كان ضريرا
ويقول أن الكبر مصدر عزةٍ
فأقول: إن الكبر كان حقيرا
ماذا أُنفيِفُ من غبار تجهُّلٍ؟
من عالمٍ قد خانه التفكيرا!
ويقول عن صوت الرصاصة أنه:
نغماً، فأوضح أن ذاك صريرا
ويقول أن الشيب قبحٌ مبهمٌ
فأقول إن الشيب للتوقيرا
ويظنُ أن العقل عضوٌ مبهمٌ
فأقول جزماً، ذاك للتقريرا
شتّان ما بين الذي قد صابه كسراً،
كسراً،ومن قد نالهُ التكسيرا
هذا نراهُ بنايهِ عزف الرضا
والبعض يعزف شؤمهُ سنطيرا
والبعض ذهباً خالصاً في روحه
والبعض وهمٌ مثلما الإكسيرا
فيقول أن البغل خيلٌ جامحٌ
وأقول: إن الأصل كان حميرا
ويقول أن الرّهط كان جماعةً
فأقول: إن الرهط كان نفيرا
ويقول أن الحزن يقتل من بكي
فأقول: إن العسر كان يسيرا
ومن الممات غدوت تبكي خائفاً
لأقول: إن الموت ليس خطيرا
ويقول: خذني أيها البحر النقي
فأقول: بحراً! هل تراه يطيرا؟
ويقول أن الانتحار خلاصة
فأقول: هذا الدار ليس أخيرا
ويقول أن الخبثِ فيه مفادةً
فأقول: إن الخبث للتقذيرا
ويقول: فلأخذل صديقي قاصداً
فأقول: خذلان الصديق مريرا
ويقول: سِرّ الكون ليس بخافيٍ
فأقول: سِرّ الكون كان غزيرا
ويقول أن العلم ليس بثروةٍ
فأقول إن العلم ليس فقيرا
ويقول حلمي كان محض تخيلٍ
فاقول إن الربّ كان قديرا
ويقول إني خائفً في وحدتي
فأقول إن الله كان بصيرا
ويقول زرعي قد تأخر طلعهُ
فأقول يثقب ضخرة تقطيرا
فيقول آمل أن يبدل حزننا
فأقول إن بوسعنا التغييرا
لا بأس لا يأساً سيفرح قلبنا
حتى وإن كان الفراش حصيرا
ويقول: لم أسطِع بأن أحكي الأسى
فأقول: إن الله كان خبيرا
ويقول أن العالم الواعي بكى
فأقول: لا بل كان ذاك زئيرا
ويقول أن النذل قام مكبراً
فأقول: لا تأمن لديه فطيرا
إن النضوج ثلاثةً ياصاحبي
أولاهم علماً بلا تسخيرا
والأخريان فطانةٌ ولطافةٌ
خذها معاً من دونما تخييرا
وسعادة الأرواح فعل ثلاثةٍ
ترك المعاصي فليكن تحذيرا
والقرب من رب العباد سعادة
ثم الرضا ياصاح بالتقديرا
وثلاثة أخرى لتصبح ناجحاً
أولاهمُ أن تحسن التسييرا
ثم النجاح يريد منك قراءةً
والجهد كي تحيا بخير مصيرا
وثلاثة تنجيكَ من همّ الدني
وتكون يوم الحشر أنتَ أميرا
صلي الفروض مع النوافل جمعها
ودع المعاصي كي تكون أجيرا
وأعمل بأمر اللّٰه تلقى راحةً
لِتموت راضٍ مهتدٍ ومُنيرا
يا أيها الأنسان لست بناضِجٍ
حتى يصير القلب فيكَ كسيرا
مهما كتبتُ وإن علمتُ فإنني
لم أكتمل، فالنقص فيَّ وزيرا
ثم الصلاة على النبي محمدٍ
ماخطّتِ الأقلام بالتسطيرا
كلمات الدكتور/ ريان سيف الزعزعي