صورة للتونسيين وهم يسبحون في نهاية شهر ديسمبر
مع الارتفاع غير المسبوق لدرجات الحرارة، اختار بعض التونسيين السباحة في الشتاء، مستغلين فرصة عطلة رأس السنة.
في السنوات الأخيرة ومع التغير المناخي، أصبحت السباحة في الشتاء واحدة من العادات التي يمارسها عدد كبير من التونسيين من عشاق البحر وتعرف باسم "غطسة رأس العام".
ويمدد تواصل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الأيام وغياب هطول الأمطار، صيف التونسيين هذا العام أسابيع عدة. يأتي ذلك فيما تتوقع الأرصاد الجوية استمرار غياب الأمطار وارتفاع درجات الحرارة حتى 10 يناير/كانون الثاني المقبل.
وسجلت تونس خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي مستويات عالية من الحرارة بلغت 27 درجة، بالتزامن مع تواصل انقطاع الأمطار لأسابيع طويلة.
وتكشف البيانات الرسمية لوزارة الزراعة التونسية عن انخفاض مخزون المياه في سدود البلاد إلى نحو 29.9 بالمائة مقابل مستويات تفوق 50 بالمائة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وفلكيا ينطلق الشتاء في ديسمبر/كانون الأول، وينتهي مع بداية شهر مارس/آذار في تونس.
شاطئ نابل.. الوجهة الأولى
على شاطئ نابل (شمال شرق)، كانت وجهة عدد كبير من الأهالي الذين اقتنصوا فرصة العطلة للسباحة وللتنعم بالشمس الحارة خاصة للذين يعانون من أمراض آلام المفاصل (الروماتيزم).
وكان الشاطئ المطل على كورنيش "نابل" مغطى برمال ناعمة يغازل بجمالها التونسيين للنزول في الماء ليغريهم بنظافته وهدوئه ودفئه.
ورغم قلة الكراسي والطاولات، إلا أن الشاطئ كان مزدحما بأهالي المنطقة الذين وجدوا فيه مكانا للترفيه والاستمتاع.
شاطئ "الأصقالة" الشهير بمحلات "اللبلابي"، اختاره تونسيون أرادوا السباحة بتنسيق كبير، فبعد قيامهم بـ"الغطسة" مباشرة يهرعون لارتداء ملابس سميكة والتلحف بأغطية صوفية لحماية أنفسهم من البرد والبلل ثم يهرعون نحو محل بيع اللبلابي لأكل هذه الوجبة الدافئة كسلاح لمقاومة البرد.
تلك الأكلة الشعبية التونسية الضاربة في القدم تباع في محال هذا الكورنيش صيفا وشتاء، وتعرف إقبالا كبيرا من قبل جميع الفئات التونسية وتكون ذروة استهلاكها في الصباح الباكر أو في المساء علها أن تقلل من برودة الطقس.
هذا الطبق الغني بجميع الفيتامينات يضخ سعرات حرارية ويرفع من حرارة الجسم بفضل مكوناته الغذائية المتنوعة.
يتكون هذا الطبق من حمص مطهو في الماء ثم يضاف إلى خبز مفتت إلى قطع صغيرة مضى عليه يوم أو يومين ويسكب في صحون وتضاف إليه البيض المسلوق غير المكتمل وزيت الزيتون، والهريسة (مصنوعة من الفلفل الأحمر الحار والثوم والملح) والكمون والكبار والتونة والزيتون وثوم مرحي فيكون طبقا حار المذاق، ويقدم مع طبق من الموالح.
مصطافون في الشتاء
قال سالم الأسود وهو موظف تونسي أراد السباحة في شاطئ الأصقالة، إن"الطقس جميل ودافئ شجعني على النزول للبحر خاصة وأن الشمس حامية جدا ودرجات الحرارة مرتفعة، ما يجعلني ارتدي في سائر الأيام ملابس صيفية وأرفقها بجاكيت في الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس".
وأضاف أن السباحة هي نوع من الرياضة تنعش الجسم وتبعد عنه الأرق ووسيلة للترفيه خاصة خلال عطلة نهاية السنة.
مفيدة للصحة
وقالت سلمى حفناوي طبيبة تونسية متخصصة في أمراض المفاصل، إن السباحة في الشتاء تعزز المناعة في الجسم وتحد من الإرهاق والتعب.
وأكدت،، أن السباحة في الشتاء تقوي جهاز المناعة، حيث يساعد الماء البارد على زيادة عدد خلايا الدم البيضاء، لأن الجسم يضطر للتفاعل مع الظروف المتغيرة بمرور الوقت.
وأضافت أن السباحة عموماً مفيدة للقلب، كما أن مياه البحر مفيدة للمفاصل وتخفف من الالتهابات.
وتابعت: "ينصح بغسل الوجه بالماء البارد قبل السباحة، من أجل تخفيف الشعور بصدمة الماء البارد، والتي تكون سبباً في انكماش الرئتين خوفا من التسبب في مشاكل تنفس لكن مع درجة حرارة 27 ليست هناك مشاكل من هذا النوع