رِفقا بجيل النّت عمر بلقاضي / الجزائر
***
أحاسيسُ الحنانِ من الكمالِ
فأغْدِقْ بالحنانِ على العِيالِ
وعاملْ بالسّماحة من تَراخى
على دربِ النّجابة والمعالي
فإنّ النّفس تسأمُ ، يَعترِيها
شعورٌ بالفتور وبالكَلالِ
وإرغام الّنفوس على السّجايا
إذا كلّت فضربٌ من محالِ
فتدريبُ الصِّغار على السُّموِّ
كتدريبِ الجنود على القتالِ
كثيرٌ من يميل إلى الدّنايا
ويهوي للغواية والضّلالِ
تعهّد بالنّصيحة في هدوءٍ
عقولا تستجيبُ بلا جِدالِ
فإنَّ الجيلَ يشكو من عنادٍ
تغلغلَ في المداركِ والخيالِ
إذا صُغتَ القضيّةَ في سؤالٍ
أجابكَ بالسّؤال عن السّؤالِ
ولا يصغي لقولك في علوٍ
كأنَّ العقلَ أُتلِف بالخَبالِ
عقيدتُه شكوكٌ وارتيابٌ
ولا يدري الحرامَ من الحلالِ
يريدُك أنْ تصُبَّ المال صبًّا
لينعم بالرّغائب والدَّلالِ
إلى نتِّ الفواحش والَّدنايا
يُقيَّدُ بالسّلاسل والحِبالِ
فيا أسفَ النُّفوس الطّاهراتِ
على زمَنِ الفضيلةِ والجمالِ
فهذا الجيلُ جيلُ النَّت أضحى
سقيماً في المبادئِ والخِلالِ