تجرَّعي يومَكِ المحروسَ بالشّغبِ
كي تحفظي سرّكِ الممزوجَ بالعِنبِ
..
و مازحي ابنَيكِ مهما كانَ همُّهما
حتى يصيرَا يتيمَي ذلكَ التّعبِ
..
و حاولي أن تكوني كلَّ أمنيةٍ
مُثلى رجاها عليٌّ ساعةَ اللّهبِ
..
يستغربون لأنَّ الموتَ يربكهم
يحمّلونَ عليًّا صخرةَ العتبِ
..
يا عيدَ ميلادِكِ اكتظّت دقائقُهُ
و كلُّ ثانيةٍ نارٌ بلا حطبِ
..
و كلّ صوتٍ حوارٌ ليسَ نسمعُهُ
و كلُّ جُرحٍ كتابٌ لم يقلْهُ نبي
..
يا حُرقةَ الأمِّ في كهْفِ الذي ملأ
الدنيا يتامى لكي أحمي صفاتِ أبي
..
يا صورةَ اللهِ يا جيشَ السكوتِ ويا
عتادَ أمةٍ احتُزّت من الرّقَبِ
..
أنا جميعُ الحيارى حينَ أحسُبُني
و الموقنونَ جنودي دونما سببِ
..
و كلّ زوبعةٍ في كفِّ قائدها
تدري بأنّكِ ميراثٌ لكلّ صبي
..
تدري بأنّكِ لا تعنين غيرَ هدًى
قد مزّقتهُ سهامُ الشّكِّ و الرّيَبِ
..
فتّشتُ قلبَكِ لا بابٌ و لا فدكٌ
بل نبضُهُ كان عاشوراءَ ثمَّ سبي
..
رسول باقر