شفرة 7vs7.. ماذا ينتظر العالم في 2023؟
بينما تغلب المخاوف العالمية على 2023، والذي يتوقع أن يكون أسوأ من 2022، إلا أن جوانب إيجابية قد تحضر في عام مليء بالعقبات.
في هذا التقرير رصدا لفك شفرات التفاؤل والتشاؤم من 2023، عبر قائمة بـ 7 أمور تبعث على التفاؤل العالمي، و7 أخرى تؤشر إلى تشاؤم محتمل في 2023.
أدوات التفاؤل في 2023:
تباطؤ التضخم
لحسن الحظ، بدأت مؤشرات التضخم حول العالم تهدأ تدريجيا بحلول نهاية 2022 وهو ما يتوقع أن يستمر خلال العام المقبل، وصولا إلى أهداف التضخم المرسومة من جانب البنوك المركزية بحلول النصف الأول 2024.
انتهاء دورة التشديد النقدي
ستتوقف البنوك المركزية بصدارة الفيدرالي الأمريكي عن التشديد النقدي الذي بدأته خلال العام الجاري، بهدف كبح جماح التضخم، ما يعني أن هناك وقتا من الراحة ستعيشها أسواق عملات الدول الناشئة، قبل أن تبدأ دورة التوسع النقدي.
كورونا ينحصر ولقاحات السرطان
بعل انحصار فيروس كورونا عادت السياحة في 2022، ويتوقع أن تسجل مستويات مرتفعة غير مسبوقة في 2023 في ظل بقاء الأوضاع الصحية مستقرة، وإنهاء الصين لقيود الحجر الصحي الناتجة عن تفشي جائحة كورونا هناك.
بعيدا عن كورونا ففي 2022، اقترب الخبراء من تطوير لقاحات السرطان وهو ما أكدته نتائج واعدة لدراسات أولية تمنح الأطباء أملا جديدا بتحصين الأفراد وعلاجهم.
ومؤخرا، قالت شركة موديرنا الأمريكية إن لقاح سرطان الجلد كان أداؤه جيدا في منتصف المرحلة التجريبية.
الطلب على الوظائف
كان العام الجاري غير مسبوق في الطلب العالمي على الوظائف، خاصة الوظائف الفنية الماهرة، إذ عانت دول كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو من نقص العمالة الماهرة في عديد القطاعات، ما يعني أن البطالة قد تبقى متدنية في 2023.
الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء
أحد أهم الدروس التي عاشتها الأسواق العالمية هذا العام، هو تسريع الاستثمار في مصادر الطلقة المتجددة، وهو ما يعني أن العام المقبل سيشهد رزمة مشاريع جديدة في الطاقة المتجددة، خاصة الاقتصادات المتقدمة والنامية.
كذلك هناك تفاؤل واسع في سوق المال العالمية بشأن التكنولوجيا الخضراء، حيث أشار مؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس، إلى أن الأبحاث والتطوير ذات الصلة بالمناخ نمت بنحو الثلث منذ اتفاقيات باريس لعام 2015، ما يمنح آمالا واسعة في 2023.
انسيابية سلاسل الإمدادات والسلام العام
بعد عام 2021 الصعب والمرهق ماديا على الدول الشركات بسبب ارتفاع تكاليف النفط، عادت الأسعار للهدوء التدريجي اعتبارا من الربع الثالث 2022، ما يعني أن أسعار النقل ستشهد مزيدا من التراجع في الفترة المقبلة، مع دخول سفن جديدة على الخدمة.
ومن أهم أدوات انسياب سلاسل الإمدادات العالمية أن يعن السلام على الأرض، وهذا ما بدت ملامحه في إثيوبيا حيث اتفاق سلام وقعته الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، برعاية أفريقية، في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لوقف الأعمال العدائية، يمهد الطريق نحو عام خال من الصراع.
أما في الشرق الأوسط يتوقع مراقبون أن يحمل 2023 بشائر استقرار نسبي في الشرق الأوسط على خلفية تغيير ملحوظ في السياسة الإيرانية وتوجه نحو تصفير المشاكل بالمنطقة.
هبوط سوق العملات المشفرة
نعم، إنها واحدة من الإيجابيات التي يجب على المستثمرين حول العالم التقاطها، إذ ما تزال صناعة العملات المشفرة محفوفة بمخاطر عالية وغير محسوبة.
في المقابل فإنها أعادت الزخم للاستثمارات التقليدية.
مبررات التشاؤم
استمرار الحرب في شرق أوروبا
ما تزال الحرب في شرق أوروبا مستعرة، ما يعني أن اقتصادي البلدين واستثماراتهم والثروات التي لديهما، في حالة خطر الولوج إلى الأسواق العالمية كالقمح والحبوب والنفط والمعادن النادرة التي تدخل في الصناعة.
الركود الاقتصادي وديون العالم
التشديد النقدي الذي نفذته غالبية البنوك المركزية خلال 2022، لن تظهر نتائجه قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل، بينما إحدى أبرز التبعات هي دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود غير محسوب العواقب خاصة في أمريكا والاتحاد الأوروبي.
وفيما يخص الديون حذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أن 54 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل تعاني "مشاكل ديون شديدة"، وهذه الدول تمثل 18% من سكان العالم، وأكثر من نصف سكانها يعيشون تحت خط الفقر.
ضعف الاستثمار في الطاقة التقليدية
الاستثمارات العالمية في الطاقة التقليدية خاصة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تشهد تراجعات حادة، ما يعني أن أسعار النفط والغاز الطبيعي ستبقى عند مستويات مرتفعة قرب 100 دولار للبرميل.
يأتي ذلك، بينما الطلب العالمي على النفط الخام يشهد نموا متسارعا هذا العام، بسبب تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، ما قد يجعل من إمدادات موثوقة للنفط محل خطر لدى كبار المستهلكين حول العالم.
ضعف الدولار
صحيح أن الدولار القوي هو أمر إيجابي للاقتصاد الأمريكي، إلا أن الدولار الضعيف سيكون سلبيا ليس فقط لاقتصاد الولايات المتحدة، بل أيضا للاقتصاد العالمي، لأنه في جانب ما، سيضعف وجود العملة الأمريكية كعملة دولية آمنة وملاذ في حال وجود المخاطر.
صدمة خفض أسعار الفائدة
قد تبدأ البنوك المركزية حول العالم التعامل مع أزمة الركود إن كان قاسيا من خلال خفض سريع على أسعار الفائدة، هذا سيدفع إلى مزيد من الاقتراض وربما الاستثمار غير المحسوب، ما قد يصيب العالم في صدمة كبيرة.
هبوط أسواق المال
على الرغم من تراجع أسواق المال الأمريكية هذا العام بأكثر من 20% بالنسبة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، إلا أن خطر الركود يعني أن مزيدا من التراجع وبالتالي مزيدا من الخسائر لحملة الأسهم ليس في الولايات المتحدة فقط بل حول العالم.
عودة الحرب التجارية وأزمة الكوريتين
صحيح أن الحرب التجارية وصولا مرحلة أفول قبل عامين تقريبا بين الصين والولايات المتحدة، إلا أن شرارة حرب تجارية بدأت تلوح في الأفق من خلال رزمة عقوبات أمريكية ضد شركات تكنولوجيا صينية.
وفي حال رد بكين، فإن الحرب التجارية قد تندلع خلال وقت لاحق من 2023.
وبعيدا عن بكين وواشنطن هناك احتمالا كبيرا بأن تبلغ أزمة شبه الجزيرة الكورية مدى أكبر من المتوقع، وذلك على خلفية اختبار بيونغ يانغ المستمر لمجموعة كاملة من الصواريخ الباليستية وقذائف كروز والصواريخ التكتيكية ذات القدرة النووية والمتنقلة والمتوسطة المدى.
وفي ضوء مخاوف واشنطن من أن تدرك الصواريخ البر الأمريكي، ووسط غضب كوريا الجنوبية واليابان، فإن الأزمة مرشحة لأن تدرك مستويات عنيفة من التوتر