معركة الطار بين الحكومة العثمانية والشيخ مطرود بن جشعم

كانت هذه المعركة في نهاية القرن الثاني عشر الهجري ، وحينها قد اصدرت الدولة العثمانية أمراً عاماً بمنع الغزو بين الاعراب وإبطال هذه العادات القديمة ، فلم تكترث قبيلة الجشعم الى ذلك واستمر شيخهم مطرود الحسين في التمرد والغزوات وعدم الطاعة وأخذ يغزو العشائر في بوادي الفرات ، فذهب شيوخ هذه العشائر الى الوالي العثماني واخبروه بما يحدث ، وإن قبيلة الجشعم غدت تقطع الطرق في ضواحي كربلاء وتغزو العشائر ، فطلب الوالي العثماني أن يرجع الشيخ مطرود الحسين ما غنمه من القبائل ثم فرض عليه غرامه وقدرها خمسمائة بعير ومئة فرس ، فرفض الشيخ مطرود الحسين وامتنع عن ارجاع الغنائم الذي غنمها من القبائل ، فأمر الوالي العثماني أن يسير عزت باشا في حملة كبيرة ضد هؤلاء العصاة من قبيلة الجشعم ، وخرج مع الباشا عشيرة الزقاريط والكدادة وزوبع وحلفاتهم وعشائر اخرى من الذين كان قد غزاهم ابن جشعم وكانوا يدفعون له الإتاوة ، وتوجه بهذا الجيش الكبير الى ديار الجشعم وشيخهم مطرود في الحسينية ضمن لواء كربلاء ، فوقعت بينهم معركة كبيرة استمرت لعدة ساعات وقد قتل فيها الكثير من الطرفين ، وانكسر فيها الجشعم بعد قتال مستميت فقال أحد الشعراء في هذه المعركة :

طار جمع الشيخ طار
وإنحدر من فوق طار

جوك زوبع كالحرايق
والضياغم لهب نار

مرحبا بحصان سدره
من العصر جاب الأخبار

الشيخ مطرود الحسين الملقب عنبر العربان ومنه اسرة الشيخ عبد الصاحب بن جبر بن حمادي بن مطرود بن صالح بن حسين بن شبيب بن حبيب بن صقر بن حمود بن كنعان بن أبي طالب بن ناصر بن مهنا بن ثامر بن قشعم
وهم شيوخ قبيلة الجشعم في كربلاء