ام سلمى جارتي من سنين في الغربة
وأولادها بعمري وهي تعتبرني مثل
اولادها وعصرية اليوم شربت القهوة
معها ودار حديث عن وحدتي والغربة..
يا أُم سلمى أوجعتنا ديار الغربُ
في خبئها دروساً وفيها لنا ملعبُ
تُربتُ فوق اكتافنا فنأمن سويعاتٍ
وإن أستدارت أرتنا المخبوء عجبُ
تأخذنا الى مرتع اللهوِ وتضحك لنا
وحين نرجعُ للوحدةِ فالآهات تُرحبُ
ونقلب العيون فوق رسوماً لتلك الاحبةِ
منهم لا زال على الخط ومنهم مُحتجبُ
بين طياتٍ كُلنا لها ماضون بلا شيءٍ
وتغدوا الأماقي والشفاهِ عناقها التُربُ
يا أُم سلمى هذه حقائب غربتي مملوءةً
بين لحظةٍ وأخرى عَلِ من السفرُ أقتربُ
لم أحتجز لي تذكرةٍ فالأماكن كلها ذكريات
والزمان لوحة فوق غصنٍ بالشوق يذوب
ولي في موانئ الغربةِ ألف شراعٍ وصاري
ولم يكُ عندي زورقاً للهيامِ به إليها أقترب
عزرتني الوحدةُ حتى كرهتُ مرآتي الخرسا
ورحتُ أحاكي الجدران عليٌ لحالي تستطيب
وحبيباً شطه المدى فلم أعرف اليه الوصول
وناغيتهُ كسحابةٍ تمطر قلباً بهواها جديبُ
كلما هفى قلبي رسمتُ شفتيها فوق العيون
وسحرتُ بعيونها كوالهٍ لعشقها مرحبُ
آهٍ يا أم سلمى ووحشة الليالي دون حبيبا
في الروح ألمها كقرض المناشير بالعصبُ
وتجيء الامسيات ملونةً مثل الاحلام العذارى
وأعانقها كغريباً عاد لأمه بعد ضنكٍ ومغيبُ
25/08/2022
العـ عقيل ـراقي