مقدمة....
ربما تخلدُ في مهب الريح
كلماتي للنوم..
سأكتبُ عن عجوز الليل..
وبعض المهترأتٍ للرذيلة..
عجوز الليل..
سكت اخرُ صوت بالشارعِ
وهي كما سلحفاةٍ تمدُ العنق
تستفهمُ عن اخر زوار الليلِ
هل سيدخلُ غرفتها المشبوهةِ
ويدفعُ ثمن رعشاتهِ المجنونةِ
توهمت كثيراً فهذا عاشقٍ
اتعبته مدى المتبقين بأرصفة الغرام..
//
تلونت بالف لوناً على جفنيها
ولبست ما يخدشُ الابصارا
واخذت تتعطرُ ..
فكل ما ببها
عركته السنين واصبح متهالكاً
وبصقت بيدها لمسح حاجبيها
لئلا تبين شعراتها البيض
وتموت كل اشتياقاتهِ وينام..
//
جلست تحدقُ به وهو يغدي ويروح
في رأسهِ تسكن حبيبتهً وبالقلبِ
لايبالي لسواها ..
وهذه العجوز المتراكمةِ بالجيفِ
ترشُ ابطيها بماء الزنبقي والعنبر
وتفيحُ منه رائحة كل الجثام..
//
هدأت وعيناها كما ضوء الفنار
تلتفُ حول زبونها المرتقب
ترتبُ شرشفً ناموا عليه قبله
وفيه من بقاياهم كأنه الجربِ
وتخبئُ مما تركوا تحت السريرِ
رغم العطور والبخور وبعض الزهرِ
لازالت عفنها يقتل كل الايام..
//
تشغلُ ضوئها الخافتُ احمراراً
وتأخذُ جسرها تمسحهُ بخرقةٍ**
مما فيه من بقايا لعابهم والخمرةِ
اخذت تحلمُ بهذا العاشق يأتيها
كأنه دخل حجرتها المشؤمةِ بفرحاً
وضمته لصدرها الذابلُ ككيساً فارغ
ولفت ذراعها كأنهن سيقان النعامةِ
وبصوتها المتشنجُ تقول ضمني أحلم..
//
وهي لازالت تحلمُ بهذا العاشقُ
ومن فرط حلمها نامت في الحلمِ
كأن سيلانات الصبى اليها عادات
اخذت تفرزُ ذكريتها وبقايا الامسِ
ايقنت ان الحلم فرط من شهواتهم
وراحت تلم من سريرها بقع السنين
وكيف لها ان تحصيهم عددا
وعمرها جاوز الحدِ بالفِ عام
..
** جسرها.. طقم الاسنان
من مكتبتي وبقلمي..
العــــــ عقيل ــــــــراقي