في "يوميات نويل" كيف تحول الكاتب المنعزل إلى نجم عالمي؟
تناولت العديد من الأعمال التلفزيونية و السينمائية شخصية الكاتب والروائي بشكل شبه نمطي، فهو الشخص المنطوي المنعزل، ربما مبعثر الهندام قليلاً يفضل الوحدة ليحصل على الجو الملائم للإلهام والإبداع، لكن الواقع غير ذلك فالكاتب هو نتاج التجارب المحيطة به واختلاطه بالمجتمع والأحداث الجارية حوله، فهذا هو مصدر إلهامه الحقيقيّ.
الفيلم الأكثرعمقًا حول أعياد الميلاد!
يوميات نويل!
يعرض فيلم (the Noel Diary - يوميات نويل) على شاشة (نيتفليكس) ضمن سلسلة أفلام الاحتفال بأعياد الميلاد والكريسماس، التي تدور أغلبها حول التسامح وقيمة العائلة، إلا أن هذا الفيلم يتميز بقصة أكثر عمقًا عمّا هو معتاد بالنسبة لأفلام أعياد الميلاد التي تتميز بالفكاهة وخفة الظل، وربّما يعود ذلك إلى أن الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب الأمريكي العالمي ريتشارد بول إيفانز صاحب ثلاثية (صندوق الكريسماس) الشهيرة التي حققت نجاحًا منقطع النظير، ما جعل مؤلفاته تُترجَم إلى 24 لغة وقد بيع منها ما يقرب من 8 ملايين نسخة حول العالم.
تدور قصة فيلم "يوميات نويل" حول شاب روائي يعيش في انعزال عن الآخرين بسبب مشاعر الغضب التي يحملها تجاه والده، الذي هجره هو ووالدته منذ 30 عامًا، حتى أصيبت أمه بالجنون، يجوب الشاب (جاك نويل) بطل الفيلم العالَم للترويج لروايته، لكنه يتفاجأ عند عودته بوفاة أمه، التي جعلتها حالتها العقلية تحتفظ بكل شيء تقريبًا في المنزل حتى المخلفات.
ومن جانب آخر نجد ابنة المربية التي تولت تربية (نويل) في طفولته "ريتشيل" تبحث عن أمها التي تخلت عنها منذ ولادتها وسلمتها لأسرة تقوم بتربيتها، إلا أنها عند معرفتها بالحقيقة قررت البحث عن أمها، هنا يمزج الكاتب الخطين الدراميين بالتقاء الفتاة بنويل في أثناء محاولته لترتيب منزل والدته المتوفاة، وتعرض عليه المساعدة.
وفي هذه الأثناء تجد مذكرات والدتها، ثم يتوحد الشابان في رحلة البحث عن والدة الفتاة، وكذلك التواصل مع والد نويل.
وفي هذه الأثناء تنشأ قصة حب رومانسية بينهما، كما أنها تتعرف على موهبته أكثر عندما تقرأ إحدى رواياته، ما يجعلها تحفزه حتى يصبح كاتبًا مشهورًا للغاية ويحقق نجاحًا عالميًّا.
كما تستطيع في النهاية أن تصل "ريتشيل" إلى والدتها، كذلك يصل "نويل" إلى والده ويتعاتبان على كل ما حدث في الماضي.
وكعادة أغلب أفلام الكريسماس، تسيطر قيمة العائلة ولمّ الشمل على قصة الفيلم، وهو ما تحاول دراما الغرب معالجته في أغلب الأعمال السينمائية والدرامية، خاصة أن المجتمع الغربي يسيطر عليه عادة انفصال الأبناء عن الأهل عند عمر 18 عامًا.
أجواء أعياد الميلاد
يعد تساقط الثلوج في توقيت أعياد الميلاد "الكريسماس" طقسًا هامًّا من طقوس الاحتفال، وقد استطاع المخرج "تشارلز شيير" باستخدام هذا الحدث، وهذه الأجواء الشتوية الرائعة، خلق مجموعة رائعة من اللقطات الجميلة، حيث قام باستخدام كادرات عديدة للثلوج التي تكسو الأرض والشجر لعمل تأثير رائع على المشهد، خاصة في اللقطات الرومانسية التي يتغلب فيها دفء المشاعر على برودة الأجواء.
كما استعرض المخرج لقطات رائعة للطريق في أثناء ذهاب البطلين إلى زيارة والد نويل فظهرت عدة لقطات للثلوج تغطي جانبي الطريق مع الإضاءة الخافتة للمصابيح على جانبي الطريق ما كان له تأثير رائع على المشهد.