حين دخلت بغداد مساءاً
كان في المقهى ضجيج
وفي ركن المقهى كان
اخي يجلس مع اصدقائه
وصديقاتٍ لهم فجلست معهم ..
بغداد جئتُ احمل دمعي وفرحي
يأخذني لدجلتكِ الحنين بقرحي
أضيعُ حلماً بنفسجياً ( بدربونتك)
بين كفيا مشكاة حزنٍ
وفي عيوني صوراً بعيدةً
لم يملأن بالنشوةِ قدحي
رأيتُ الصبايا وجهً واحد
يحملنَ في عيونهن الطيب
فكدت من النظرات ألُقحِ
سنبلاتٍ بيضِ لهذا الصبحِ
رحتُ امشط الهوى وهو شائكاً
وفوق النهدين مال شعرهن
سَرحِ
قرأت احدهن قصيدةً لبدرِ
رقص الفؤادُ لعذوبة صوتها
فترنمتُ لها ببيت شعرٍ
رأيت الحمرةُ بخديها كالطفحِ
هزت بعطرها شالاً كأنه العيد
فرتج النهدُ في فيها كنمرٍ (وكحِ)
لم يطاوعها فراح ينهش نظراتي
فقلت لما هو لم يكن مثلُكِ سمحِ
تركت فوق طاولتي زهرتين
فماجت روحي فوقهن ترقص
وبغداد من على الشرفةِ تُلقي البلحِ
كضحكةُ طفلٍ أتعبه المرحِ
لملمتُ بقايا من نطف الاحلامِ
وغادرتني نوارس دجلةَ معلنةً
ان مساء بغداد كل آنٍ ضحي
فلاحت عن بُعدٍ لي حبيبتي
بنخلها والشطُ وسيابها
ذرفتني عيوني اشتياقاً مريراً
ترى من يوقظني أن أسبلتُ عيوني
في العشقِ وزاد النوم
ماكان بالامس وبغداد
يقظةً تملأ منه الرؤى حزني
واغسله ببعض ما بقي من فرحي..
العـ عقيل ـراقي