تفرّد
خُطَّ الصليبَ بعظمتينِ
وضعْ عليهِ الجمجمة
واجمعْ بقايا نفسِكَ المتحطمة
إياك، لا تشمتْ بهمْ
إنَّ النفوسَ مراتبٌ
ولأنتَ نفسُكَ مُلهِمة
ها أنتَ منتصبٌ وتلقى طعنهمْ
مُتبسماً ووجوههمْ مُتجهمة
وأمامَكَ الأيامُ تلعنُهمْ
كما تُضفي عليكَ الأوسمة
وكأنَّ في جيبِ السرابِ يداً ملطخةً بقتلي
وتزورني الأحلامُ مقتولاً بها
فيموتُ قولي
وأفزُّ مُمتلئاً حياةً
والعِباراتُ البكارُ يدُرْنَ حولي
وأنا العصيُّ على الفناءِ بفضلِ فضلي
وأنا العصيُّ على الدُّجى
فرطَ اشتعالي كلَّ ليلِ
بيديّ أخلقُ كلَّ ليلٍ آدماً
بالمفرداتِ وطينِ سُهدي
فيصيحُ ملءَ فمِ القصيدة
لا غناءَ يجيءُ بعدي
متربعاً فوق انهياراتِ الرمادِ
مُحلّقاً بدخانِ مجدي
أنا خالقُ الأرواحِ من نغمِ الشعورِ
وليسَ خلقُ الروحِ قصدي
ويعودُ آدمُ بعد ليلتهِ سراباً
ثم أخلقُ آدماً فيصيحُ
ثم وهكذا الأيامُ تُبدي
وسام الحسناوي