لا يضيرني أن ليس على رأسي تاج مادام في يدي قلم(فولتير)
.
.
خنجرٌ على نحري ويدٍ تقبضُ على ياقتي
-أخرج ما لديك
-ما لدي؟ ليس لديّ سوى بعضَ الأفكارِ تحرقُ وتحترقُ في رأسي كما النيرانُ تفعل أُطارَدُ من أجلها فهل تنفعك؟
-أخرج ما لديك
-حسناً كانت لدي بضعةَ أموالٍ وهبتها لذلك الرجل العجوز كان يسترجي الناس ليعطوه شيئاً كي يطعمَ أطفاله وهاتفٍ صغير أهاتفُ فيه عائلتي لكي أطمئنُّ عليهم.!
-أخرج ما لديك!
-يؤلمني مصيرُ هذا البلد او ما آل إليه أنا موجَعٌ والأوجاعُ عدوى فابعد يداك كي لا تصيبكَ عدواي.!
-لقد قلت أن تخرج ما لديك وليس أن تخرج ما يمتاز فيه لسانك!
-لقد أخرجتُ مالديَّ هذا اللسان يذبحُ صاحبه بينما خنجرك لا يذبح سوى الأبرياء
-لآخر مرّة أخرج ما لديك
-حسناً ولكن ما لديّ أمضى وأخطرُ ممّا تملك!
أطلقَ ضحكةً تصحبُها قهقهة وهو يقول :
-ممتاز أرِني إيّاه
وضعتُ يدي في جيبي وأخرجتُ قلَمي
-لقد قلتُ لكَ هذا أمضى ممّا في يدك
أفلتَ يدهُ عن ياقتي وأبعدَ خنجرهُ وبضحكةٍ هستيرية قال مغادراً
-قلم!؟ لابد أنَّكَ مجنون!
-الجنونُ يا سيّدي هو أن تحملَ خنجراً عوضاً عن القلم وهذا الذي تستصغرهُ هو سهمٌ و سيفٌ وترسٌ وفارسٌ لا يعرف الخضوع هو حربٌ وسلمٌ ، إباءٌ ودماء هو كلُّ شيءٍ هو نقمةُ الطغاة وصانعُ الأمجاد ، هو من يكتبُ التاريخ لذا هو التاريخُ نفسه هذا الشيءُ الصغير الذي يخافهُ كلُّ جبارٍ عتيد .. القلم.!
العيلامي