«بلاك بادج جوست» إلى قمة جبل السودة
عندما نتكلم عن سيارة جوست، فنحن ندرك تماماً أنها التعبير الأنقى عن علامة رولز-رويس. ولكن مع بلاك بادج جوست، فالقصة مختلفة.
وللتعرف على تفاصيلها، قمنا بقيادة بلاك بادج جوست لقمة جبل السودة في أبها على ارتفاع بلغ 3000 متر فوق سطح البحر، وكانت المفاجأة!
حب الخطوة الأولى
عندما تراها للمرة الأولى، لا تقاوم تأملها، تدفعك لملامستها بتفاصيلها الدقيقة، تصميم يجمع بين الهجوميّة والأناقة، جاذبية لا تترك لك مجالاً للحياد، تدفعك باتجاهها، ومن الخطوة الأولى يتوثّق إحساسك أكثر باجتماع الأناقة والفخامة على هيئة سيارة تعرف بـ "بلاك بادج جوست".
في الداخل، عندما تصل إليها عبر الأبواب المُرحبة بك، وسقفها المُرصع بالنجوم، تعتقد أنك تقضي ليلةً صيفيّة حالمة من ليالي الصحراء.
تغمرك رائحة الفخامة وتسحرك التفاصيل الأنيقة، المشغولة بذوق ومهنية عالية، وما إن تلامس مقودها ويتهيأ جسدك وقلبك للانطلاق حتى تشعر بالمهابة والكبرياء، لن تصدق أن "بلاك بادج جوست" تحمل في قلبها محرك V12 الرياضي بسعة 6.5 لتر، وذلك بفضل تقنية عزل الصوت، والموسيقى الترحيبية التي تعمل تلقائيًا فور تشغيل السيارة.لن يصلك صوت، أو اهتزازات هذا الوحش القابع في مقدمة السيارة، اطمئن فقد تمّ توظيف أفضل التقنيات لترويضه.
التزلج نحو الأعلى
بنعومة بالغة تقلع، تشعر أنك في مغامرة خارج المكان، يدور المحرك المزود بشاحن توربيني مزدوج، يوفر طاقةً معززة تجعله قادرًا على إنتاج قوة 600 حصان، وقوة عزم دوران 900 نيوتن متر، تنتج عند 1700 دورة في الدقيقة فقط، تخيل أن كل هذا الجموح يصعد بك الجبل، بكل ثقة وأناقة.
تصعد للأعلى، تبدأ برؤية سهول تهامة وغابات أشجار العرعر، لكن الشعور الذي يجتاحك لا يشبه تجربة صعود الجبل بالسيارة، بل شيء يشبه التزلج نحو الأعلى، تحليق سلس في الفضاء، أشبه بمركب فضائي يتهادى على السفح، بفضل قوة غاشمة من المحرك، دون وضعه تحت ضغط إضافي أو الانتظار لوقت طويل حتى تصل إليها.
يدرك محرر مجلة "الرجل" لاحقا، أن الشعور بالراحة والتحليق، يعود لناقل الحركة الجديد، المستخدم فيها، وهو ناقل حركة يتيح ثماني سرعات، يعمل على مزامنة محاور نقل الحركة الأماميّة والخلفيّة معًا، من أجل ضبط مستوى التأثيرات التي يشعر بها السائق، والوصول بها إلى أقصى درجات الفخامة، والراحة.
كما تعتمد السيارة على تقنية الدفع الرباعي، مع نظام توجيه رباعي، بفضل قدرات منظومة الحركة.
المتعة في القمة
كلما صعدت للأعلى فالأعلى، تقتنع أكثر بأن سيارة "بلاك بادج جوست" تعرف مكانها وتعرف طريقها، تجتاز المنعطفات براحة ونعومة، تصعد الطريق المنحني بكل بثقة وسلاسة، تنعطف يميناً وشمالاً دون أن يرف لك جفن، وكأنها تألف الجبل وتألف طرقاته وضبابه وغيومه، فلا يفوتك أن تستمتع بمناظر بانورامية ساحرة لأبها وما يحيط بها من قرى، وسفوح الجبال المقابلة، والوديان وغابات العرعر، وجداول الينابيع، حقا إنها قيادة المتعة إلى القمة، وقد كنّا نعتقد أن القمم لا تلتقي.
تشعر بالتفوق الذي حققته " بلاك بادج جوست" في التعليق الهوائي للسيارة عندما تُجربها في أكثر المنعطفات حدةً، إذ تختفي هذه الحدّة، ليظهر مكانها شعور بالأمان والتحكم في جميع زوايا السيارة رغم حجمها الكبير.
وهو الأمر الذي أثبتته تجربة الصعود إلى قمة جبل "السودة" وطريق العودة هبوطا من هذا الارتفاع الشاهق.
وبفضل اعتماد السيارة على نظام توجيه خلفيّ مساعد، فإنك تستطيع تنفيذ المناورات الأكثر صعوبةً التي لا يمكن تنفيذها مع سيارة بحجم "بلاك بادج جوست"، وذلك بكل سهولة، لدرجة تشعرك أن السيارة تقود نفسها.
فلسفة الفخامة
لم يكن عبثا اختيار "جبل السودة" ليكون مكان إطلاق سيارة "بلاك بادج جوست"، الجبل المهيب يعد أعلى قمة في المملكة، والسيارة ذروة ابتكارات الفخامة والقوة، وجبل السودة بلون تربته السوداء الثرية، أنبت غابات كثيفة ومروجا خلابة، ولون السيارة الأسود يزيدها غموضا وجمالا ويضفي على التصميم الفخم المزيد من الجمال والشغف بالاكتشاف والتحدي.
فقد امتدت فلسفة "الفخامة المطلقة" إلى تصميم الهيكل الخارجي، والمقصورة، واختيارات التخصيص المتاحة لهما.
يستطيع زبائن "بلاك بادج جوست" الاختيار بين أكثر من أربعة وأربعين ألف لون مختلف (جاهزة لدى العلامة).
وإذا لم تشعر أن هذه الألوان مناسبة لك، فتستطيع بكل سهولة ابتكار لونك الخاص.
كما تفوقت "بلاك بادج جوست" على نفسها في درجة اللون الأسود القاتم المتميز، بشكل لا يمكن إنتاجه بصورة واسعة، إذ تمر مرحلة استخدامه بأكثر من أربع مراحل، تتطلب حرفيّة عالية، وهي عمليّة تمتد إلى خمس ساعات من العمل المتواصل.
وتُعد درجة الأسود القاتم المتميز الذي تستخدمه رولز-رويس في سيارة "بلاك بادج جوست" أكثر درجات اللون الأسود قتامةً، في صناعة السيارات، إذ يصل وزن طبقة الطلاء هذه لأكثر من 45 كيلوغرامًا، لذلك أعلنت رولز-رويس عن السيارة في جبل "السودة"، الذي طالما ارتبط تراثه باللون الأسود القاتم.
أقرب إلى السماء
لا يقف التشابه بين رولز-رويس بلاك بادج جوست مع جبل "السودة" عند اللون فقط، إذ يجمع بينهما الوقوف على أعلى قمم التفوق والفخامة ويمتد هذا التشابه حتى درجة اللون القاتمة، والنجوم التي تتلألأ في قمة الجبل تشبه النجوم المرصعة في سقف مقصورة "بلاك بادج" التي تحتضنك.
كل هذا في بيئة مرحبة، تستقبلك بابتسامة وكرم، تأخذك من مقعدك الدافئ الوفير إلى دفء البشر وطيب الملقى المعروف عن أهل عسير، فيطمئن قلبك وتسعد وتتمتع بعد رحلة طويلة.
وأنت تأخذ قسطا من الراحة في مقهى أعلى الجبل، مركبتك كاملة الأوصاف تصطف مقابلك، تأسر العيون ويرغب الجميع في التقاط صورة قربها، فالاشتغال على التفاصيل امتد إلى كل أجزاء الهيكل الخارجي، مرورًا بمجسم روح السعادة الشهير لرولز-رويس، وشبكة بانثيون اللامعة التي تمر برحلة طلاء تجعل سمكها النهائي 1 ميكرومتر، أو ما يعادل 1 على 100 من سمك شعرة الإنسان.
وتصل هذه العمليّة إلى إطارات السيارة التي تأتي بحجم 21 بوصة، وصُنعت أسطواناتها بأسلوب مبتكر، لا يمكن أن تجده إلا في سيارة "بلاك بادج جوست"، إذ تتكون الأسطوانات من 44 طبقةً مطوية، من ألياف الكربون تمتزج مع مشابك تيتانيوم قويّة، تماثل تلك المستخدمة في المركبات الفضائيّة، لتصل صلابة الأسطوانات إلى درجة غير معهودة.
كسوة بوليفار
تتبنى المقصورة الداخليّة أيضًا هذا المفهوم الفاخر، وذلك عبر استخدام مواد فاخرة مصنوعة بطريقة متقدمة ومدروسة، مهيئةً المقصورة الداخلية لتجسد مفهوم الفخامة المطلقة.
لذلك ابتكر مهندسو قسم "بيسبوك كولكتيف" المؤلف من مصمّمين ومهندسين وحرفيّين ماهرين نسيجًا معقدًا وناعمًا، يضم نمط المعينات المصنوع من الألياف الكربونيّة والمعدنية معًا.
وذلك قبل أن تُغطى باستخدام عدة طبقات من الأخشاب الفاخرة، على ركائز العناصر الداخليّة، ثم تُغطى هذه المكونات باستخدام "كسوة بوليفار"، سوداء اللون، مكملة بذلك التصميم الفاخر، القاتم في المقصورة الداخليّة.
وقد حسّن فريق التصميم الأجواء المظلمة داخل المقصورة عبر الحد من الأجزاء المصقولة داخلها، إذ عُتمت فتحة الهواء المحيطة بلوحة العدادات وفي المقصورة الخلفية بطريقة تضمن عدم تغيُّر ألوان القطع، بسبب الوقت، لتظل المقصورة تحفة فنية تتحدى الزمن.
وتكتمل لمسة الفخامة المطلقة هذه مع أبواب السيارة التي تُفتح بزاوية 90 درجة عبر مفصل مُثبت في القائم الخلفي للأبواب الخلفيّة، لتشعر أن السيارة ترحب بك بين أحضانها، مُبتهجةً لرؤية مالكها، ونحن كنّا مبتهجين حقاً بالتجربة الرائعة لقيادتها.
لقد جسدت "بلاك بادج جوست" مفهوم "الفخامة المطلقة" في جميع تفاصيلها، لتصل بالسيارة إلى مستوى جديد من الرقي، يليق بالعلامة الأفخم، بين جميع السيارات في العالم.