ليتكم
لِمَ انْجَفَلَتْ عَنِّي حُظُوظِي تَنَكُّرَا
وَأَصْبَحَ حَرْثِي كَالمَفَاوِزِ مُقْفِرَا؟!
كَأَنِّي عَلِيلٌ لا يُؤَمَّلُ بُرْؤُهُ
بِهِ الدَّاءُ يُعْدِي فِي انْهِمَارٍ لِيَثْأَرَا
مُرِيبٌ، بَدَا كَالْلَيْلِ مِنْ غَيْرِ مُؤْنِسٍ
فَتَحْسَبُ أَنَّ المَوْتَ يَسْرِي تَوَتُّرَا
لِعَيْنَيْهِ خَوْفٌ مُسْتَطِيرٌ، وَحِيرَةٌ
بِهَا سَكَرَاتُ المَوْتِ لِلْمَوْتِ في الذُّرَىٰ
فَخِلْتُ بِهِ أَنَّ الطَّرِيقَ سَيَنْتَهِي
وَلَـٰكِنْ مَتَىٰ يُدْرِكْ مَدَاهُ تَقَهْقَرَا
عَلَامَ الرَّدَىٰ يَأْبَـىٰ عَلَيَّ لُبَانَتِي؟!
لِأَبْقَىٰ، وَيَبْقَىٰ فِي انْتِهَابِي مُكَرِّرَا
لَهُ في إِهَابِي مَحْفِلٌ مِنْ أَرَاقِمٍ
تُبَاغِتُنِي، كَيْمَا أَظَلُّ مُعَكَّرَا
لَهُ في عُيَونِي أَلْفُ هَمٍّ وَمِثْلُهُ
مِنَ الحُزْنِ يَكْفِي كَيْ يُغَادِرَنِي الكَرَىٰ
فَأُتْلَفُ صَبْرًا، بِالوُجُومِ، وَبِالجَوَىٰ
كَأَنِّي رَذَاذُ القَطْرِ، زَالَ تَبَخُّرَا
بِهِ فِي صُفُوفِ الخَيْلِ خَيْلِي تَأَخَّرَتْ
وَلَـٰكِنَّهَا دُونِي تُبَاعُ وُتُشْتَرَىٰ
فَكَمْ كُنْتُ مِنْ قَبْلِ الهَوَىٰ خَيْرَ فَارِسٍ
إلىٰ أَنْ أَضَاعَ الحُبُّ قَلْبِي وَغَرَّرَا
فَيَا لَيْتَهُ يَا أُخْتَ قَيْسٍ، وَلَيْتَكُمْ
إلىٰ الوَصْلِ مَسْعَاكُمْ جَنَاهُ تَحَدَّرَا
سَأَصْرِمُ حَبْلَ الوَصْلِ إِنْ كَانَ بَاقِيًا
فَمَا كَانَ مِنْكُمْ غَيْرُ هَمٍّ تَفَجَّرَا
وَمَا كَانَ إلا مَحْضَ وَهْمٍ مُضَلِّلٍ
بَدَا فِيهِ زَيْفٌ أَوْ تَمَلْمَلَ لِلْوَرَا
لِصَبْرِي عَلَىٰ الهَجْرِ الطَّوِيلِ نِهَايَةٌ
كَمَوْجٍ عَلَىٰ الشُّطْآنِ يَهْوِي تَكَسُّرَا
أَلَاٰ لِمَ بَاتَ الوَصْلُ مِنْكِ مُصَرَّمًا
فَكَمْ كَانَتِ الأَيَّامُ بِالحُبِّ سُكَّرَا
فِإِنَّ حَيَاةَ الحُبِّ بالوَصْلِ وَالنَّدَىٰ
فَإِنْ مَاتَ أَمْسَىٰ كُلُّ شَيْءٍ مُنَفِّرَا
فَكُونِي عَلَىٰ الوَصْلِ الجَمِيلِ، فَإِنَّهُ
شِتَاءٌ خَرِيفِيٌّ، يُزِيلُ التَّصَحُّرَا
سامي مسعود