يُقصد بمفهوم أدب الطفل بأنّه الأدب الذي يُخصص للصغار، فيفيدهم من خلال نقل المعلومة بقالب من المتعة والتسلية، وضمن مفهوم أدب الطفل فهو كل ما كُتب وصُوّر في إطار مواضيع وأهداف تعليمية كُتبت من أجل تزويده للطفل، فيسعى أدب الطفل إلى أهداف عليا تنمو بخُلق الطفل، مثال ذلك ما يسعى له أدب الطفل من أهداف عقدية تدعو إلى تعريف الطفل بدينه وواجباته في طاعة الله تعالى، وترسيخ حب الله والتدبر بالكون، إضافة إلى أهداف تعليمية كقصص التاريخ، ومكونات جسم الإنسان، وقصص الحيوانات، وقصص الكون، والقصص التي تساعد في معرفة الطفل للأرقام والحروف، إضافة إلى أنّ هناك دافع تربوي في كتابة أدب الطفل وهي تربية الطفل على الأخلاق الحميدة والحسنة، والقدرة على معرفة الفرق بين الخير والشر، وبين الجُبن والشجاعة، والبٌعد عن الأنانية وحُب الغير، والرحمة والعدالة، فكل تلك المواضيع كان مفهوم أدب الأطفال يسعى إلى تحقيقها، بيد أنّ أدب الأطفال لا ينأى عن خاصية الترفيه تلك التي تجذب الطفل وتشوقه لمعرفة تتمة الأحداث، فيزيد تركيزه وتنغرس القيم في ذهنه
تاريخ أدب الطفل يعود تاريخ أدب الأطفال إلى التراث العربي القديم، إذ كانت الشعوب تقوم ببعض الممارسات المتعلقة بالطفل، مثال ذلك الأناشيد والأغاني التي كانت تُردد في سبيل نوم الطفل وتهدئته، والفحص الدقيق للأدب القديم يُثبت أنّ ثمّة قصص وحكايات كانت قد دُونت لتردد على مسامع الطفل، مثال ذلك كتاب كليلة ودمنة، والغواص والأسد، وكتاب مختصر العجائب والغرائب، واتجه أدب الطفل إلى التراث وذلك ما يوجد في حكايات جحا، وقصص السندباد، واستمر الاهتمام بأدب الطفل عبر العصور، فظهرت مجلات خاصة تتناول قصصًا متعددة بشخصيات مختلفة مثل علاء الدين، وماجد، وميكي، ومما ساعد على الاستمرار في النهوض بأدب الأطفال هي تخصيص جانب من الجوائز التي تُمنح للمبدعين في الكتابة.
رواد أدب الطفل من أهم رواد أدب الأطفال في العالم العربي هو رفاعة الطهطاوي، فهو أول من قدّم للأطفال العرب فنًا أدبيًا خاصًا بهم، رغم أنّ هذا الفن كان مترجم، وجاء بعد ذلك أمير الشعراء أحمد شوقي، فألف أدبًا باللغة العربية للأطفال، وتوالت الكتابات حول أدب الطفل فزاد اهتمام الأدباء والشعراء فألفوا قصصًا وأشعارًا خاصة للطفل من هؤلاء، محمد الهراوي، وكامل الكيلاني، وغيرهم الكثير، وما زال أدب الطفولة ينهض ويهتم به الأدباء حتى وقتنا الحاضر