"مهلا يا صاح"
بيومِّ كنتُ وحيدا حاضن الكُتبِّ
وأنظم الشعر نثرا مثلما الخُطب
أمشي بخوفٍ وبي الآلام تأسرني
وبي التهاوي إلى ما أسفل الرُتب
فردا من الكهفِّ آتٍ ليس يعرفني
غير الذي يخلقُ الرمان والعِّنبِّ
ويخلق الناس فيهم كل ذي طبعٍ
وصاحبُ الصدق يبقى قلبه يجبِّ
لاقيت يوما صديقا نالني شرفا
كلامهُ عسلٌ أو مثلما الرطبِّ
صاحبتهُ رغبة والحب بي سعة
وقولهُ باردٌ واقٍ من اللهبِّ
ودفؤهُ غالبٌ تحلو الحياة به
وروحهُ مرشدا للعلم والأدبِّ
صاحبتهُ دائما حتى بغيبتِّه
وكنت بلسمهُ حتى وبي تعبي
رافقته فمشى عني وبان بهِّ
كل السواد وكل الشؤم والريبَِّ
كأنما خنجرٌ في القلب يغرسُه ُ
يعوثُ بي كلما واريتهُ نصبي
فقلتُ: ياصا حُ ما؟ ما ذا دهاكَ الى
قطعّ الوصال وقتل الروح في لعبِّ ؟
فقال لي مفصحا من دونما خجلٍ :
رغبتُ ثم مللتُ الطول في الصُحبِّ
أجبتهُ باكيا : ما الجرمي ياسندي
ماذا فعلتُ لألقَ الجرح يلتهِّب؟
فقال: ياصاح مهلا لستَ تعرفني
أنا الخيال أنا الأوهامَ والشُهبِّ
أجيد هجرا وأهوى ما يأُرِّقكَ
فِّعش حزينا كسيرا هكذا طلبي
فقلت: ياصاحُ مهلا لستَ تعرفني
أنا الضحوك وإن مازاد بي غضبي
أنا الزهور أنا الأمطار ياوهَنا
فرُح گمن رحلوا وٱتر ك هنا عتبَي.
الشاعر ريان سيف الزعزعي