تُشيرُ دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ تناولَ فيتامين النياسين الذي يُعرَف بفيتامين ب3, مع دواء الستاتين الخافض للكوليسترول، يبدو عديمَ الفائدة، وقد يزيد من الآثار الجانبيَّة عند المرضى.
ويُعدُّ هذا خيبةَ أملٍ بالنسبة لمرضى القلب، بحسب ما بيَّنته نتيجة هذه الدراسة الكبيرة على فيتامين النياسين، والتي اشتملت على ما يقرُب من 26 ألف شخص.
لم يلاحظ المرضى الذين أضافوا فيتامين النياسين إلى دواء الستاتين "زوكور Zocor" أدنى فائدة مُضافة من ناحية إنقاص حالات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب، والنوبات القلبية غير القاتلة, أو الحاجة إلى جراحة توسيع الشريان أو تبديل الشريان (المجازة).
كما وجدت الدراسةُ أيضاً أنَّ الأشخاص، الذين كانوا يتناولون فيتامين النياسين, حدث لهم المزيدُ من عوارض النَّزف أو العدوى، مُقارنةً بالذين كانوا يتناولون دواءً وهمياً غير فعَّال.
قالت المُعدَّة الرئيسيَّة للدراسة جين أرميتاغ، الأستاذةُ لدى جامعة أوكسفورد في بريطانيا: "شعرنا بخيبة أمل عندما لم تُظهر نتائجُ الدراسة فائدةً من تناول فيتامين النياسين بالنسبة للمرضى؛ فهذا الفيتامين يُستخدَم منذ سنوات عديدة على أساس أنَّه يُساعد المرضى ويُؤمِّن لهم الوقايةَ من النوبات القلبيَّة والسكتة, لكن نحن نعلم الآن أنَّ آثارَه الجانبيَّة تفوق فوائده عندما يُستخدَم مع معالجات يتناولها المرضى".
يُستخدم فيتامين النياسين عادةً لتعزيز مستويات الكوليسترول الجيِّد وإنقاص مستويات الكوليسترول السيِّئ وثلاثيات الغليسريد (الدهون الثلاثية) في الدَّم عندَ الأشخاص الذين لديهم خطر أمراض القلب والسكتة. لكن يستطيع فيتامين النياسين أن يُسبِّبَ أيضاً عدداً من الآثار الجانبيَّة, من ضمنها احمرارُ الجلد. يستطيع دواء يُسمَّى لاروبيبرانت laropiprant إنقاص عَرض احمرار الجلد عندَ من يتناولون النياسين.
اشتملت الدراسةُ على مرضى لديهم تضيُّقٌ في الشرايين, تلقَّوا إمَّا غرامين من فيتامين النياسين المديد إضافةً إلى 40 ميليغراماً من دواء لاروبيبرانت, أو دواءً وهميَّاً مُطابِقاً. تناول جميع المرضى أيضاً دواء زوكور (سيمفاستاتين).
تابع الباحِثون حالات مرضى من الصِّين وبريطانيا وإسكندنافيا لمدَّة 4 سنوات تقريباً.
علاوةً على عدم إظهار فائدة لصحَّة القلب, نَوَّه فريقُ الباحثين إلى أنَّ الأشخاصَ الذين كانوا يتناولون النياسين حدث لديهم المقدارُ نفسه من المشاكل المُتعلِّقة بالقلب (13.2 في المائة) التي حدثت عندَ الذين تناولوا دواءً وهمياً بدلاً من النياسين (13.7 في المائة).
كانت الآثارُ الجانبيَّة شائعة. وعند نهاية الدراسة, أوقفَ 25 في المائة من المرضى الذين تناولوا النياسين إضافةً إلى دواء لاروبيبرانت المُعالجةَ, مُقارنةً مع 17 في المائة من المرضى الذين كانوا يتناولون الدواءَ الوهميَّ.
قالت أرميتاغ: "كانت الآثارُ الجانبيَّة هي السبب الرئيسي في توقُّف المرضى عن المعالجة, مثل الحكَّة والطَّفح الجلدي واحمرار الجلد وعُسرُ الهضم والإسهال والسكَّري ومشاكل العضلات. وجدنا أنَّ المرضى الذين خصَّصناهم للمُعالجة الاختباريَّة, كانوا أكثرَ ميلاً بخمس مرَّات للتوقُّف عن المعالجة لأسبابٍ مُتعلِّقة بالجلد؛ وبمرَّتين للتوقُّف عنها بسبب مشاكل هضمية أو مُتعلِّقة بالسكَّري".
ازداد خطرُ آلام العضلات أو الضَّعف إلى أكثر من أربعة أضعاف عند المرضى الذين كانوا يتناولون النياسين ودواء لاروبيبرانت, وفقاً لما قاله الباحِثون.
تساءلت أرميتاغ ما إذا كان الخطأ يكمن في دواء لاروبيبرانت، وليس في فيتامين النياسين.
أشارت أرميتاغ إلى تجربةٍ سابقة هدفت إلى إظهار ما إذا كانت زيادةُ مستويات الكوليسترول الجيِّد باستخدام دواء يعتمد على فيتامين النياسين, في أثناء إنقاص مستويات الكوليسترول السيِّئ باستخدام دواء الستاتين، يُمكن أن تُساعِدَ على الوقاية من أمراض القلب أكثر من استعمال الستاتين وحدَه. وأوقف الباحِثون تلك التجربةَ في بداية العام 2011 عندما لم يجدوا فائدةً من المعالجة بالنياسين. في ذلك الوقت, قال بعضُ الخبراء إنَّ العددَ القليل من الأشخاص الذين اشتملتهم عليهم تلك التجربةُ أدَّى إلى إخفاء أيَّة علامة دالَّة على وجود فائدة, لكن قالت أرميتاغ إنَّ التجربةَ الجديدة وبالعدد الكبير من الأشخاص الذين تشملهم, تُؤكِّد أنَّه من المحتمل عدم وجود فائدة من النياسين.
قال الدكتور كيفن مارزو، رئيسُ قسم طبِّ القلب لدى مستشفى جامعة وينثروب في مينيولا بنيويورك: "تُؤكِّد التجربةُ أنَّه في الوقت الحالي قد توجد فائدةً إضافية بسيطة من وراء استخدام النياسين عندما يتلقَّى المرضى علاجاً جيِّداً باستخدام أدوية الستاتين الخافضة للدهون".
"إنَّ نتائجَ التجربة الجديدة، مع نتائج جاءت من دراسة سابقة أكبر, قد يضعان سوياً المسمارَ الأخير في نعش إستراتيجيات المُعالجة التي تعتمد على فيتامين النياسين لرفع مستويات الكوليسترول الجيِّد وتخفيض حدوث مشاكل متعلِّقة بالقلب والأوعية".
"قد تنفع الطرقُ الأخرى التي تقوم على مبدأ التجربة لإظهار الفائدة بشكلٍ أفضل. وبالإضافة إلى أدوية الستاتين, يجب أن نُركِّزَ على التغييرات المُستمرَّة في أسلوب الحياة، مثل النظام الغذائي لبلدان البحر الأبيض المتوسِّط والمُكمَّل بواسطة التمارين اليوميَّة".
تنتظر هيئةُ الغذاء والدواء الأمريكيَّة نتائجَ التجربة الجديدة من أجل إقرار الموافقة على استخدام النياسين واللاروبيبرانت ضدَّ أمراض القلب. لكن في نهاية العام 2012؛ وفي استجابةٍ لنتائج أوليَّة, أعلنت شركةُ ميرك المُصنِِّعة للدواء أنَّها لم تعد تسعى وراء الحصول على موافقة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكيَّة. وفي بداية العام 2013 علَّقت بيعَ النياسين واللاروبيبرانت في الأسواق العالميَّة.



هيلث داي نيوز, روبرت بريدت, السبت 9 آذار/مارس