حصاد عام 2022: إصدار قانون مشدد لمهملي الأطفال بالمنزل والمدرسة
حصاد عام 2022: إصدار قانون مشدد لمهملي الأطفال بالمنزل والمدرسة
الضرب يؤثرعلى نفسية الطفل
تكون العقوبة هي السجن مدة لا تقل عن 10 سنوات
العقاب بقدر حجم الخطأ
طفلة ترفض الضرب والعقاب القاسي
على الآباء تنظيم مشاعر أطفالهم
حفلت وسائل الإعلام ومواقع السوشيال ميديا طوال عام 2022 بأخبار جرائم العنف الأسري، والإهمال والعقاب الجسدي بالمدارس والحضانات، كان ضحيتها الأولى والأخيرة الأطفال، لدرجة أن بعضهم كان يرفض الذهاب للمدرسة، ولفترة ليست بعيدة لم يكن القانون في مصر يجرم أي إهمال في حق الطفل، مكتفياً بمعاقبة كل من يرتكب انتهاكاً في حق الطفل بالحبس من 6 أشهر حتى 3 سنوات، وإن حدثت وفاة للطفل بسبب هذا الإهمال يحرر محضر إداري فقط، ولكن من حصاد عام 2022 وتباشير عام 2023 أن صدرت قوانين جديدة مشددة -السجن- تُجرم كل من يضرب الطفل ويقسو في عقابه. اللقاء وخبيرة الأسرة الدكتورة نهاد عبد الخالق أستاذة الاجتماع للشرح والتفصيل، عن القوانين الجديدة التي صدرت في مصر.
1-تفاصيل مشروع القانون الجديد
تكون العقوبة هي السجن مدة لا تقل عن 10 سنوات
((هو مشروع لتعديل قانون الطفل رقم 12 ينص على: تعديل المادة 96 بأنه في حالة حدوث إصابة الطفل بجرح أو ضرب نشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته، أو نشأ عنه كف البصر أو فقد إحدى العينين، أو نشأ عنه عاهة مستديمة يستحيل برؤها، يعاقب الجاني بالسجن من 3 سنين إلى 5 سنين.. كما ينص مشروع القانون الجديد كذلك على: إذا ترتب على الضرب أو الإهمال وفاة الطفل، أو كان هناك إهمال متعمد من جانب أحد الوالدين، أو الولي الوصي على الطفل، تكون العقوبة هي السجن مدة لا تقل عن 10 سنوات.
2- القانون عقاب للإهمال والعنف الأسري
القانون عقاب للإهمال والعنف الأسري
- مثل واقعة الأب الذي قيد ابنته 5 سنوات بسلاسل حديدية، والأب الذي ترك ابنته 3 سنوات داخل بيت مهجور مقيدة بالسلاسل.
- ومالكة الحضانة التي كانت توبخ وتضرب بقسوة كل طفل يخالف قوانين الحضانة من التزام بالهدوء والصوت المنخفض، لأطفال لم يتجاوز عمرهم خمس سنوات.
- وحوادث أخرى ترتبط بعذابات زوجات الأب لأبناء الزوج، أو أزواج الأم بعد انفصالها عن الزوج بالطلاق أو الوفاة، والضحية أطفال يتعذبون من دون ذنب.
- ولهذا تضمن مشروع قانون تجريم الإهمال الأسري والضرب بالمدارس؛ عدداً من العقوبات لمواجهة جرائم إهمال الوالدين للأطفال، مما يتسبب في وفاة أحدهم أو إصابته بالإهمال المعنوي أو تعرضه إلى أي مخاطر.
- كما نصت المادة 96 من القانون، على أن الطفل يعد معرضاً للخطر، إذا وجد في حالة تهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها له. كذلك حالة إذا كانت ظروف تربيته في الأسرة أو المدرسة، أو مؤسسات الرعاية أو غيرها، من شأنها أن تعرضه للخطر.
3-العقاب الجسدي للطفل جريمة إنسانية
العقاب النفسي والجسدي للطفل جريمة إنسانية
- أكدت الإحصاءات أن 63 بالمائة من الأطفالِ بين 2 و4 سنوات في جميعِ أنحاء العالم -حوالي 250 مليون طفل- يتعرضون للعقابِ الجسدي، واعتبرت 62 دولة هذه الممارسة من أشكال العنف.
- كما لوحظ أن مقدمي الرعاية ودور رعاية الأطفال في مناطق عديدة من العالم؛ يستخدمون العقاب الجسدي كرد فعل على سوء السلوك المتصور لدى الأطفال.
- وإن هناك 94 بالمائة من الآباء يضربون أطفالهم في سن الثالثة والرابعة، معتبرين الضرب طريقة لحل المشكلات، ويستمرون في ذلك لسنوات.
- وحتى الآن لا يوجد دليل على أن العقاب الجسدي مفيد للأطفال، بل تشير جميع الأدلة إلى أن العقاب الجسدي يضر بنمو الأطفال وقدر تقبلهم لذاتهم.
- بل إن العقوبات البدنية على الأطفالِ تأتي بنتائجٍ عكسية؛ وتزيد من المشكلات السلوكية الأخرى، وتعزز المشاعر السلبية بمرور الوقت.
4-مسؤولية الآباء في توجيه الطفل
شجعي طفلك منذ الصغر على تنظيم مشاعره
- طريقة تعامل الآباء مع أطفالهم في سن مبكرة يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأمد على سلوكهم في مرحلة الشباب.
- ينبغي على الآباء تشجيع الأطفال على تنظيم مشاعرهم في سن مبكرة، والامتناع عن ضربهم، خصوصاً على الوجه.
- ولأن عقاب الطفل بدنيّاً له آثار طويلة الأمد، ومع رغبة الآباء في رعاية السلوكيات الإيجابية للطفل، يجب تعليم الطفل كيفية تنظيم سلوكياته.
- هناك العديد من أساليب العقاب التي يمكن أن يعتمد عليها الوالدان؛ مثل العزل لدقائق، وعدم التحدث معه لبعض الوقت، أو حرمانه من بعض الامتيازات.
- هذه الوسائل فعّالة مع الأطفال صغار السن، لكن عند دمج الضرب مع وجود خطر أصدقاء السوء، أو التعرض لوسائل إعلام عنيفة، ستكون النتائج سيئةً جداً.
- تعرُّض الأطفال للعقاب البدني في سن مبكرة يصيبهم بالعدوانية، التي تتنامى مع الطفل حتى مرحلة التحاقه بالمدرسة.
- للعقاب البدني علاقة كبيرة بتطور الأمراض النفسية لدى هؤلاء الأطفال في مراحل متقدمة من العمر، مثل إصابتهم بالاكتئاب والقلق وفقدان الأمل.
- وكذلك ضعف النمو الذهني وما يتبعه من ضعف التحصيل العلمي، ونقص المادة الرمادية في المخِ.
- ضرورة تزويد الآباء بأساليب التربية الصحيحة؛ وتوعيتهم بأن رفض الطفل لتناول الطعام لا يمثل تحدياً لوالديه، بل هو جزء من التطور الطبيعي للطفل.
5-أهمية العقاب الإيجابي
لابد أن يتناسب عقاب الطفل مع حجم الخطأ
- لابد أن يتناسب العقاب مع حجم الخطأ، وهو الأسلوب الذي يساعد في تكوين شخصية الطفل وتعليمه الالتزام بالقوانين المجتمعية من خلال تفاعله معها.
- عقاب الطفل يمكن من خلال النظرات الحادة، أو حرمانه من أمور بسيطة محببة له، مثل منعه من مشاهدة الكرتون أو حرمانه من الذهاب للنادي.
- يمكن إشراك الطفل في اختيار طبيعة العقاب الموقع عليه، بما يساعده على الالتزام بالقوانين المنزلية والمدرسية.
- أن يتناسب العقاب مع حجم المشكلة، ولا ينتج عنه إيذاء نفسي أو بدني، وأن يتم بعد حدوث المشكلة مباشرة؛ حتى لا يتحول العقاب إلى موقف شخصي.
- لابد من إعطاء الطفل الفرصة لممارسة حياته بحريةٍ وأن نمنحه مساحةً للخطأ، مع تقدير حجم الأخطاء؛ فهناك أخطاء تتطلب التدخل الحازم، وأخطاء مقبولة.