الأردن يستضيف مؤتمر "بغداد 2"سعيا لنزع فتيل الأزمات بالشرق الأوسط
نشرت في: 20/12/2022
نص:فرانس24تابِع
تستضيف العاصمة الأردنية عمان الثلاثاء قمة تجمع فرنسا وعدة دول محورية في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والسعودية سعيا للتغلب على الأزمات التي تؤرق المنطقة. وكانت فرنسا والعراق اقترحتا هذه المبادرة، وأقيمت الدورة الأولى ببغداد في آب/أغسطس 2021. ويشارك في هذا المؤتمر أيضا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومنسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مورا.
يستضيفالأردن الثلاثاء قمة تجمع فرنسا واللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والسعودية الخصمان الإقليميان، في محاولة لنزع فتيل الأزمات المتفاقمة في المنطقة عبر الحوار.
ويعقد مؤتمر "بغداد 2" بعد ظهر الثلاثاء في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان)، بعد دورة أولى أقيمت في العاصمة العراقية في آب/أغسطس 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق.
ويشارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي ينسّق مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني ومنسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مورا.
كذلك، يشارك في المؤتمر وزراء خارجية إيران والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وعدد آخر من وزراء الخارجية العرب.
وقالت الرئاسة الفرنسية "الهدف من اجتماع كهذا هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدما عبر تعزيز الحوار".
لكنّ الرهان يبقى محفوفاً بالمخاطر في منطقة غير مستقرة أساساً. فتشهد إيران قمعا لمظاهرات شعبية فيما توصل العراق قبل فترة وجيزة لتسوية هشة بعد أزمة سياسية استنزفته مدة سنة. أما سوريا فلا تزال ساحة مواجهات بين قوى متناحرة، فيما يغرق لبنان في شلل سياسي على وقع فراغ رئاسي، من بين أزمات إقليمية أخرى.
ويهدف المؤتمر، وفق قصر الإليزيه، إلى "تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها".
ورأى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الإثنين أن القمة الاقليمية قد تشكّل "فرصة" لتحريك المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي، والمتعثرة منذ أشهر.
ومن الضروري، وفق قهوجي المقيم في دبي، معاينة موقف إيران باعتبارها "العنوان الكبير" ذلك أن يدها "موجودة في كل مكان، من العراق إلى سوريا مروراً بلبنان واليمن".
ويضيف: "لا يريد الإيراني أن يتنازل عن أي مكتسبات، فهو يتفاوض من منطلق ما لي هو لي في هذه الدول"، معتبراً أن السؤال الأبرز يبقى "هل ستظهر إيران ليونة أكثر أو استعداداً أكثر أو تقدم نتائج ملموسة؟" خلال المؤتمر.
لكنه في الوقت ذاته، لا يتوقع أن "تتحلحل الأمور" طالما أن "الموقف الإيراني لا يتغير".
وتتهم إيران منافستها الإقليمية، المملكة العربية السعودية، التي انقطعت العلاقات الدبلوماسية معها منذ عام 2016، بتشجيع حركة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد.
وقال وزير خارجية إيران الإثنين "نحن مستعدون للعودة إلى العلاقات الطبيعية وإعادة فتح السفارات عندما يكون الجانب السعودي جاهزًا".
ويزيد دخول إيران في النزاع الأوكراني من خلال تزويد روسيا طائرات مسيرة من تعقيد الوضع، وفق قهوجي.
اختبار للعراق
ويشكل المؤتمر اختبارا لرئيس الوزراء العراقي الجديد محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي أستمر لأكثر من عام.
وسيكون المؤتمر أول لقاء دولي رفيع المستوى يرأسه المسؤول الذي يُعتبر أقرب إلى إيران من سلفه مصطفى الكاظمي.
وتشير الرئاسة الفرنسية إلى أن السوداني "يشاركنا في تنظيم المؤتمر. لذلك ثمّة رغبة في الاستمرارية من جانبه، وهذا أمر يجدر ملاحظته".
ويرى الباحث الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية حمزة حداد أنّ "القمة الأولى هدفت إلى إظهار أن بمقدور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن يجمع قادة المنطقة، لا سيما دول الخليج، في بغداد".
وفي النسخة الثانية في عمان، "سيكون هدف رئيس الوزراء السوداني إظهار قدرته على الحفاظ على هذه العلاقات"، وفق حداد.
ويضيف: "مع ذلك، أعتقد أن العراقيين وغير العراقيين يودون هذه المرة أن يروا الاجتماع يفضي إلى أجندة أكثر جدية".
ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع كذلك قضايا مشتركة على غرار الاحترار المناخي والأمن الغذائي فضلاً عن التعاون الإقليمي في مجال الطاقة.
وأجرى الملك عبدالله الثاني الإثنين، اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تطرق فيه إلى "عدد من المستجدات الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بحسب الديوان الملكي الأردني.
وأعلن الجيش الأردني أنه سينشر قوات من مطار الملكة علياء الدولي (30 كيلومترا جنوب عمان) إلى مكان انعقاد المؤتمر في البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان).
3 دول بـ"مؤتمر بغداد 2 ".. مطالب لإيران وتركيا باحترام سيادة الجوار
جانب من المؤتمر الصحفي بين وزراء خارجية الأردن والعراق وفرنسا
طالبت دول 3 على رأسها فرنسا، الثلاثاء، إيران وتركيا باحترام سيادة دول الجوار وبخاصة العراق، والكف عن التدخلات في شؤونه الداخلية.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إنه: يجب على دول الجوار احترام سيادتنا".
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني بالإضافة لوزيرة خارجية فرنسا، أن مؤتمر بغداد "ليس فقط لدعم العراق ولكن أيضا للعمل المشترك في المحيطين الإقليمي والدولي".
وتابع فؤاد حسين، أنه: "نتواصل بشكل مستمر مع إيران وتركيا لوقف الهجمات على بلادنا".
كما وصف مؤتمر " بغداد 2" بـ"مظلة حوارية بين دول الجوار العراقي ودول الخليج"، مقدما شكره للأردن وفرنسا على الدعم المتواصل للحكومة العراقية.
ومن جانبه قال أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، إن "ما أنجزه العراق خلال السنوات الماضية يعد إنجازًا كبيرًا"، مضيفا:" موقفنا ثابت بشأن بناء آليات التعاون المؤسساتية مع العراق".
وأضاف الصفدي، خلال كلمته، أنه: "نتطلع لعقد قمة بغداد للتعاون والشراكة المقبلة بمصر في العام المقبل".
كما أكد وزير الخارجية الأردني، أن العراق حقق نصرًا كبيرًا في مواجهة الإرهاب
ومن جانبها أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، عن دعم بلادها للحكومة العراقية "لكي تحقق النجاح".
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية إنها الهدف من القمة بين وزراء الخارجية الأردن والعراق وفرنسا هو دعم استقرار العراق ، مشيرة إلى أن القمة تهدف لزيادة المشاركة في اطار هذا الهدف .
وتابعت وزيرة الخارجية الفرنسية، خلال مؤتمر صحفي يجمع بينها وبين وزيري خارجية الأردن والعراق بدولة الأردن ، أن الفارق بين هذه القمة والقمة الماضية هي أن بغداد أصبح لديها حكومة ، معلنة دعم بلدها لحكومة العراق ، للوصل لعراق مستقل.
وأكدت أن "توافق بين الدول المشاركة في مؤتمر "بغداد2" على ضرورة وقف التدخلات الإيرانية في المنطقة"، مطالبة السلطات الإيرانية بإطلاق سراح كافة المحتجزين لديها وبخاصة "الرهائن" الفرنسيين.
وأوضحت الوزيرة الفرنسية :"تحدثت مع نظيري الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، لفترة وجيزة في قاعة القمة لأطلب منه مرة أخرى الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى إيران والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي بشكل عام".
وفيما يخص لبنان، قالت كاترين كولونا :"ندعو المسؤولين اللبنانيين إلى تسهيل انتخاب سريع لرئيس جديد".
فرانس 24 /أ ف ب