كواليس لقطة المونديال.. صانع "بشت" ميسي يتحدث لـ"العين الإخبارية"
الثلاثاء 2022/12/20
ميسي يرتدي البشت قبل تسلم كأس العالم
قبل أيام من نهائي كأس العالم، لم يدر في خلد الشاب القطري أسعد حاج أن البشت الذي حاكته يداه سيشكل مع ليونيل ميسي لقطة نهائي المونديال.
وقبيل تسليم كأس البطولة، ألبس أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الفيفا "سيد اللاعبين" بشتًا خليجيًا، ليعكس الهوية العربية للنسخة التاريخية من البطولة.
وبينما رحب كثيرون بالفكرة، أحدثت اللقطة ضجة على وسائل الإعلام العالمية وعبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات غربية لـ"سرقة اللحظة التاريخية من ميسي".
وفي منطقة الخليج العربي، دار جدال من نوع آخر، حول منشأ البشت الذي ارتداه ميسي، وبينما أكد كثيرون أنه صناعة قطرية، اعتبر آخرون أنه بشت حساوي، نسبة إلى الأحساء السعودية.
لكن لقطة أمير قطر وجياني إنفانتينو وهما يضعان البشت على جسد ميسي أظهرت علامته التجارية، وظهر جليًا أنه يحمل توقيع "بشت السالم"، وهو مشغل قطري في سوق واقف بالعاصمة الدوحة.
كواليس لقطة ميسي و"البشت"
وتواصلت "العين الإخبارية" مع أصحاب المشغل، وروى أسعد حاج الكواليس وراء لقطة نهائي المونديال، مؤكدًا أن منظمي البطولة طلبوا حياكة بشتين بمقاسين مختلفين، أحدهما طويل والآخر قصير.
وأضاف الشاب القطري، وهو مسؤول حياكة البشت في مشغل "بشت السالم": "نطلب منا نسوي بشتين بقياسين مختلفين، واحد شوي قصير، والثاني شوي طويل، وكانت الحياكة قطرية في مشغل بشت السالم بسوق واقف".
وأوضح أسعد حاج أنه وشركاءه في المشغل لم يدر في خلدهم أن البشت المطلوب سيكون من أجل ميسي، مضيفًا: "لا لم نكن نعرف، فوجئنا في البث المباشر لمباراة النهائي، وكانت لقطة جميلة من أمير البلاد".
أسعار البشوت تصل لـ8 آلاف ريال
وتختلف أسعار البشوت الخليجية في مشغل بشت السالم وفقًا لنوعه، ويقول "حاج": "يتراوح سعر البشت المصنوع على الماكينة بين 250 و1000 ريال قطري، ويتراوح سعر اليدوي بين 1500 و8000 ريال".
ويرجع تاريخ مشغل "بشت السالم" إلى عام 1955، حيث أسس القطري مصطفى محمد السالم متجره في سوق واقف بالعاصمة الدوحة، وتوارث أبناؤه وأحفاده المتجر إلى أن صار مشغلًا كاملًا لحياكة البشت.
وأشار الشاب القطري إلى أن أحفاد المؤسس حافظوا على المهنة وعملوا على توسيع نشاطهم، معقبًا: "نحن متخصصون في صناعة جميع أنواع البشوت، من القماش الوزري إلى الدقة الذهبية في وسط البشت".
مراحل صناعة البشت
ويعد البشت الزي الرسمي في المناسبات بين القطريين، ويقول "حاج": "دائمًا ما نرتدي البشت في المناسبات، مثل الزواج وحفلات التخرج، وإمام المسجد في خطبة الجمعة يرتديه، وكذلك الجهات الرسمية في البلاد".
وعن مراحل صناعة البشت، أوضح الشاب القطري أن حياكة البشت الواحد تمر بعدة خطوات، وتستغرق أسبوعًا كاملًا من الحياكة والتجهيز، مشيرًا إلى أن بعض البشوت قد تستغرق حياكتها 10 أيام كاملة.
جذور تاريخية
البشت، أو المشلح أو العباءة، هو من أقدم وأفخم الملابس الرسمية في دول الخليج، كما ينتشر في أجزاء واسعة من العراق وبلاد الشام، فضلا عن مناطق عربية وأفريقية أخرى، ترى فيه تعبيرا عن الوجاهة والفخامة، وتعتبره بمثابة "زي رسمي" للمسؤولين والأعيان، كما يخضع لمراسيم وبروتوكولات رسمية صارمة في بعض الدول تحديد قواعد ارتدائه.
ورغم تشابه السمت الرئيسي للبشت الخليجي، إلا أن تفاصيله تختلف من دولة إلى أخرى، كما أنه تقاليد وكيفية ارتدائه تختلف هي الأخرى من منطقة إلى أخرى، لكن الجميع يتفق على أنه زي المناسبات الرسمية، وإن كان بعض المسؤولين قد يتخفف منه أحيانا كدلالة على البساطة وكسر القيود الرسمية.
في الماضي، كان يتم صنع البشت من صوف الماعز أو وبر الجمال، ثم مع مضي الزمن جرى الاستعانة بأفخم وأرقى الأقمشة والخيوط، خاصة تلك المصنوعة من الفضة، كما بقيت مهنة صناعة البشوت من المهن المحلية التراثية التي يتم توارثها من جيل إلى آخر.
ألوان البشت
تتدرج ألوان البشت ما بين الرمادي والأسود والبني والبيج، كما أن هناك بشوت صيفية وأخرى شتوية، والأخيرة تتميز بطبقة سميكة من الوبر والصوف.
وتشتهر مناطق بعينها بصنع اليشوت، كما هو الحال في منطقة الأحساء السعودية، التي تشتهر بصنع البشت الحساوي، وهو من أغلى وأفخم البشوت الخليجية. وهناك أنواع أخرى شهيرة من البشت مثل: اللندني، والياباني، وياباني ديلوكس، وسوبر ياباني، والدورقي، والنجفي، والسويسري.
والبشت الأسود مع التطريز الذهبي (الزري)، مثل ذلك التي قدمه أمير قطر إلى نجم الأرجنتين، هو المخصص للمناسبات الرسمية وللشخصيات والمناصب الرفيعة، فيما البشت الرمادي مع التطريز الفضي هو الأنسب للأعياد والحفلات غير الرسمية.
وألوان البشت الفاتحة هي الأنسب للمناسبات الصباحية، وتتدرج الألوان نحو الأغمق في فترة ما بعد الظهر، بينما تخصص الألوان الغامقة للمناسبات المسائية والتي عادة ما تكون أكثر رسمية. وعادة يتم استبعاد البشت الأبيض من المناسبات الرسمية.