حرب المآلات تستعصي على مثلي
فالغيب صورتها لا النضج في الحقلِ

مثلي كما الطلع
أو إن شئت سنبلةٌ
لها قوام وضوح القصد في الشكلِ

أما المآلات مثل الغيم
تمطرُ بالأقدار
لا بابتهالاتي
ولا وصلي

مثلي
إذا كان رمزا
باح شفرته
وقال شعراً
شبيه السيف في الصقلِ

أما المآلات
سيف القطع يشبهها
لكن يميت على التأويل بالمهلِ

الحرب
بنت وضوح الموت
غامضة جدا مآلا
بما تخفيه أو تُملي

الحرب مقصدها القتل المجهِّزُ نطعا
وهي قد نفضت نطعا مع القتلِ

حتى تقارف في ذبح براءتها
تقول موتاي
موتى الغير من أجلي

يا للمآلات
رمزي الماء
شفَّ على شعر المحاسن
والحسناء يستجلي

لكن
إذا قيل كن للحرب شاعرها
فالرمز محترق
والماء كم يغلي

والشاعر السهل يشكو من صعوبته
رصف الكلام
وفي الأنواء يستعلي

وينتهي أن صحراء
تلازمه أن يبتدي
وهو مظعون بلا رحلِ

لا شيء
لمَّا تهجَّى البيد قال لها
في النطق
نطقي من حبو إلى طفلِ

والحرب
تؤمن بالصحراء صالية
أما أنا
كادح في الحقل إذ أصلي

وآخري
أنني آوي إلى شجر إن تهت
أوكلتها من بهجة عقلي

هذا مآلي
كبستاني صنعته
تحيا جذوري بوقت النزع للشتلِ

في الحرب
عصف بما قد رفَّ من شجر
وما تبقَّى
فأعجاز من النخلِ

في الحقل
كل وريف مورف جسدي المخضرِّ
منزرع مثلي إلى مثلي

فلا تخاطب وضوحي بالمآل
ولا بالغيب
والقدر المحتومِ
يا جهلي

آمنت بالجهل عن علم
غدا غصصا للشعر
مذ عاش كشف الموت في النصلِ

وقد علمت من الشعر الكثير
سوى أن يحفظ الغيب
أو في الغيب يستخلي

حيث السلال
سلال القطف مالئة شعري
وحسب يدي منزوعة الغلِّ

منزوعة الحرب
من نزع السلاح بها
إلا من الفأس والمحراث
ذا شغلي

إن قيل
في الحرب كل الأنبيا ولجوا
فقل ختاما إليهم
آخر الرسلِ

هم بالغوا الحرب عن حدِّ يروم هدى
أما أنا فغويُّ الطبع عن مَيلِ

ما بعدهم
ما لأهل الشعر خاتمة
هم واتروا القوس
دون الرمي للنَبلِ






سلمان عبدالحسين