لم يَكُنْ وطَنًا
كانَ فَخًّا وقَعنا بهِ
كانَ مقبرةً للجميع...
كان سيفًا يعانقُ أعانقَنا كلّما ارتفعَتْ واشرأَبّتْ إليهْ.
لم يكن وطنا كان كهفًا مليئًا بكلّ الأفاعي
مليئا بكلّ العقاربِ ممتلئا بالذّئابْ.
أتُرى وطناً غير هذا يسدّدُ في صدرِ أبنائهِ ألفَ سَهمٍ ونابْ؟!.
أترى وطنا غير هذا يهجّرُ أبناءهُ
يبعدهم عنهُ
يوعدُهم بالمزيدِ من القتل والخوف والحزن والإغترابْ؟
أترى وطنا غير هذا يقاتلُ أبناءهُ
ثمّ يقتلهم باسمهِ؟
أترى وطنا غير هذا يوزّع أبناءه للفناءْ؟
أترى وطنا غير هذا يقدّمُ للنار أبناءه كالقرابينْ؟
ليس غيرك يا وطني
أنت جلادنا
أنت قاتلنا
***
لم يكن وطنا يوم كنّا بَنِيهْ
يوم أبعدَ فلْذاتِ أكبادِهِ السُّمرَ عن ناظريهْ
يوم مزّقَنا قطعًا بيديهْ
لم يكن وطنا كان محض سرابْ
كان مقصلةً للجميع